أرضيات الفصائل

مساهمة فصيل -التوجه القاعدي- في الندوة الطلابية الوحدوية بمراكش

طلابية وكافة التيارا
في خضم ما تعرفه الساحة الطلابية من نقاشات، نالت الندوة الطلابية الوحدوية المقامة بمراكش يومي23/24 مارس 2010، حصة الأسد من السجالات المنشورة بالمواقع الالكترونية المختلفة. وبغض النظر عن فحوى ومستوى هذه السجالات، ارتأينا كفصيل، "التوجه القاعدي"، إطلاع كافة الجماهير الت التقدمية الطلابية وغير الطلابية، عن مساهمتنا في هذا النقاش بتقديم مداخلتنا ومقترحاتنا ليٌرفع ستار التجني والافتراء عن مساهمتنا ومساهمة كافة الآراء والتيارات المناضلة حول هذه الندوة الناجحة، رغم حقد الحاقدين.
لقد أوضحنا من خلال مساهمات أخرى حول هذا الموضوع، بأن الندوة فصائلية لا تعني سوى المساهمين فيها بحيث لم يكن لها الحق، ولن يكون لها الحق في الكلام والتقرير باسم الجماهير الطلابية، ندوة من تنظيم أربعة فصائل طلابية تقدمية، دعٌمها فصيلان لم تتم استشارتهما من قبل، ورفض الانخراط فيها البعض، وهاجمها البعض من داخلها مسجلا حضوره الفعلي، وانسحب من انسحب..الخ وبالتالي لا مجال للمزايدة باسم الديمقراطية والكلام باسم الجماهير الطلابية ومحاربة البيروقراطية.. لأن الجماهير هي آخر من تتم استشارتها في هذه المواقف سواء بالنسبة للمشاركين أو المنسحبين أو المعارضين والمتهجمين.
وعليه نتقدم بنص مداخلتنا تنويرا للرأي العام الطلابي والتقدمي، ونعرضها للتاريخ وللنقد والمحاسبة، كما نعرض مقترحاتنا بالشكل الذي تقدمنا به على أننا سنبقى مخلصين وملتزمين بالخلاصات الجماعية التي أقرٌتها الندوة بشكل جماعي ووحدوي، ناضج ومسؤول.

نص كلمة فصيل "التوجه القاعدي"

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
فصيل التوجه القاعدي
نص الكلمة الموجهة من رفاقكم في "التوجه القاعدي"
تحية نضالية لجميع الرفاق والرفيقات
تحية للجماهير الطلابية الحاضرة
بداية نتوجه بتحياتنا العالية لهذه المبادرة النضالية التي استطاعت أن توحد مجموعة من التيارات والفصائل المناضلة، في منصة واحدة بهدف نقاش يتطلع بصدق لتقوية جهود جميع المناضلين الأوطميين التقدميين للمساهمة في إخراج الحركة الطلابية من أزمتها الحالية.
تحية عالية كذلك لجميع الرفاق الذين حرموا من حضور هذا العرس النضالي، وأخص بالذكر جميع الرفاق الذين ما زالوا يقبعون بسجون النظام الاستبدادي القائم.. فمن أكادير، مراكش، مكناس، فاس، الراشيدية، طنجة.. نحيي جميع مناضلي ومناضلات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المعتقلين وكافة المعتقلين السياسيين، كما نحيي صمود عائلاتهم ورفاقهم وجميع الهيئات والحركات المؤازرة لهم. نقدٌر، بهذه المناسبة، جهود جميع المناضلين الذين رتٌبوا وأشرفوا على الدعوة، ونظموا هذا اللقاء التاريخي بشكل ديمقراطي لم يتعمٌد إقصاء أي من التيارات أو الفصائل أو المجموعات الناشطة في قلب الحركة الطلابية وإطارها التقدمي العتيد إوطم .
فاللقاء الحالي يذكٌرنا بخطوات التنسيق لسنوات 76/77 التي استهدفت رفع الحظر عن إوطم، والتي توفقت في ذلك بمساهمتها في فرض الإعلان الرسمي من طرف رئيس الدولة آنذاك، عن رفع الحظر القانوني عن المنظمة إوطم الذي امتد من يناير 73 إلى نونبر 78.. خطوات التنسيق التي وحٌدت جميع الفصائل الطلابية آنذاك حول شعارين رفع الحظر عن المنظمة الطلابية إوطمإطلاق سراح المعتقلين  السياسيين بمن فيهم معتقلي إوطم قيادة وقواعد.
فالنقاش الذي سنخوضه الآن، والذي نتمناه أن يكون ديمقراطيا ورفاقيا لأقصى الحدود، على اعتبار أن موضوعاته ليست محط خلاف، بقدر ما أن أشكال تدبيرها هي التي تعترضها بعض المعيقات، التي هي في اعتقادنا، من صنع واختلاق جهات معروفة بعدائها للحركة الطلابية ولجميع أشكال وإطارات النضال التقدمي في هذا الوطن.
فما زال النقاش في بداياته، في اللحظة الحالية، إذ لا بد وأن يشمل في المستقبل القريب جميع الأصوات التقدمية المناضلة، لأن إوطم اتحاد لجميع الطلبة ولا بد أن يستوعب داخله جميع التيارات والفصائل التقدمية المناضلة، خصوصا وان قضايا الاعتقال السياسي والعنف بين الفصائل التقدمية المناضلة.. من القضايا التي لا بد أن تحظى بالإجماع الإيجابي في صفوف جميع الفرقاء، الحاضرين منهم والغائبين سواء بسواء.
نبدأ بالقضية الأولى، قضية الاعتقال السياسي في صفوف الطلبة وغيرهم من المناضلين التقدميين.. وهي قضية كانت دائما محط احتضان من طرف إطارنا المناضل إوطم، فعبر جميع محطاته التنظيمية التاريخية، ومنذ مؤتمر الطلاق عانى الاتحاد من سلسلة غير متوقفة من الهجومات على مناضليه، قادة وقواعد، بمتابعتهم والتضييق عليهم، وكذلك اعتقالهم وإصدار الأحكام القاسية في حقهم. ومن داخل جميع المجموعات السياسية التي تمت محاكمتها منذ عهد الاستقلال الشكلي إلى ما يسمى بـ"العهد الجديد" الآن، لم تخلو المجموعات من المناضلين الطلبة، دون أن ننسى ما قدٌمه الأوطميون من تضحيات في خضم الاعتقالات هذه، ذهبت لحد الاستشهاد، عبر الاغتيال المباشر أو عبر معارك الإضرابات اللامحدودة عن الطعام.
فمن قلب مدينة الصمود والانتفاضات، مدينة المعتقلين والشهداء، مدينة سعيدة، الدريدي، وبلهواري.. المدينة التي شهدت على اغتيال الطالبين أزوكار والكاديري.. ينعقد هذا اللقاء، ليس للتعبير عن مواقفنا المبدئية والنظرية من قضية الاعتقال السياسي باعتبارها قضية طبقية، ولن يكون همٌنا فقط تدبير الدعم للمعتقلين عبر إصدار بيانات التضامن أو جمع المساهمات المادية وما يحيط بذلك من مبادرات يفترض فيها أن تكون تلقائية، تقوم بها جميع الأصوات والحساسيات التقدمية المدافعة عن قيم الحرية والديمقراطية بما تضمنه من حرية في الرأي والانتماء والتنظيم والاحتجاج..الخ بل إن ما يجمعنا أكبر وأعمق.
فما يجمعنا الآن هو الطموح النضالي والكبير الذي يحدونا كفصائل تقدمية ميدانية تريد أن تقطع مع العمل الموقعي المحدود، لأن المخططات الطبقية التي استهدفت وما زالت، حقنا في التعليم والشغل، كأبناء للكادحين، طبيعي أن تستهدف لأجل هذا جميع الأصوات المناهضة لهاته المخططات، سواء كان الموقع بالشمال، الشرق، الوسط أو الجنوب.. لأن المخطط، في اعتقادنا وفي قناعتنا وقناعة الجميع، مخطط طبقي واحد، والنظام المشرف عليه نظام واحد، والمستهدف به كذلك واحد..
وبالتالي، على هذا المستهدف أن يعبٌر فعلا على انه واحد يجسٌد وحدته في الانتماء إلى إطار واحد هو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، رغم اختلاف الرؤى والتعبيرات.
وعبر التاريخ، لم يكن الاعتقال في صفوف الطلبة سوى نتيجة طبيعية لمناهضتهم لهاته المخططات، نتيجة لتشبثهم بهوية إطارهم العتيد إوطم وبانتمائهم للخندق التقدمي المكافح.. إذ لا يمكننا كأبناء للكادحين إلاٌ أن نرفض المخططات الطبقية جميعها، وان نناهض النظام المسؤول عنها كنظام قائم على القمع والاستبداد والاستغلال والدوس على الحريات.
فمن اجل توفير الحريات الديمقراطية داخل الجامعة وخارجها، التي احتاجت وما زالت للكفاح المضني، بما يتطلبه من تضحيات جسام، كنٌا السباقين كحركة طلابية في الدفاع عن حرية الانتماء والتعبير والاحتجاج، وقد أدٌينا وما زلنا الضرائب القاسية في خضم دفاعنا عن حرمة الجامعة، وصيانتها من الهجومات المتكررة لقوات القمع وحلفاءه، المتربصين بالجامعة.. فسجل إوطم حافل بمئات المعتقلين وآلاف الجرحى والمعطوبين والعديد من الشهداء والشهيدات..الخ
فإذا وحدتنا الآن قضية اعتقال رفاقنا ورفيقاتنا بكل من أكادير، مراكش، مكناس، الراشيدية، فاس، طنجة.. فلا بد أن توحدنا كذلك كل القضايا التي من أجلها تم اعتقال الرفاق والرفيقات، ولا بد أن ينظر لنا الرأي العام التقدمي محليا وعالميا على أننا حركة تقدمية واعية بمصالحها وبأهمية الوحدة لأجل الدفاع عن هذه المصالح.
لقد شكل اتحادنا إوطم خلال مرحلة الستينات والسبعينات نموذجا يحتدى به في المنطقة العربية والإفريقية والعالمية، كما لا ننسى الدور الريادي الذي لعبه آنذاك في إطار الاتحاد العالمي للطلاب، وبالتالي لا يمكننا إلاٌ أن نعتز ونفتخر بهذا التاريخ، ولكي نسترجع الأمجاد لا بد من خطوات جريئة، لا بد أن نتجاوز بعض الأحقاد رغم ما خلٌفته جراحها من آثار.
فما أعمق الجراح التي بصمتها هراوات القمع في رؤوسنا، وأصفاده في معاصمنا، وقضبان وبرودة زنازين النظام البوليسي القائم.. في أجسادنا، فهل سينسينا هذا كله أحقادنا وخلافاتنا؟ هل من الجائز أن توحدنا هراوات القمع وزنازينه، فقط؟ أم من المفروض والمفترض أن نساءل ذواتنا كتيارات وفصائل ومجموعات، لماذا يشملنا القمع جميعا وبدون استثناء؟ لماذا نتعرض للاعتقال وبدون تمييز؟
أعتقد أن الجواب واضح، فليس المكان هنا ولا الظرفية ملائمة للمزايدة، وفي المقابل لن نبخٌس من نضالية أحد، صحيح أن المواقع الجامعية تختلف عن بعضها وتتفاوت من حيث حجمها وتاريخها وتاريخ إوطم بها.. بالرغم من كل هذا فالمشاكل جلها متقاربة وتتطلب نضالا وطنيا موحدا..
فالنضال ضد "الميثاق" وتبعاته، والدفاع عن حرمة الجامعة، وتثبيت الحريات الديمقراطية داخل الجامعة، ثم النضال من اجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بمن فيهم مناضلو ومناضلات إوطم.. كلها نقط برنامجية تتطلب نضالا وحدويا موحدا.
ومن المؤكد أن جميع التيارات بمن فيها الغائبة عن هذا اللقاء التاريخي، لا تتأخر عن الانخراط في النضال من أجل هذه المطالب والنقط، بل تجدها مثابرة في تأطير وتعبئة الجماهير الطلابية من أجل صدٌ الطرد الممنهج الذي يستهدف العديد من الطلبة، تجدها في طليعة النضال من أجل الحق في المنحة والسكن الجامعي والتطبيب..الخ
كل التيارات التقدمية وبدون استثناء، دافعت وما زالت، عن حرمة الجامعة ضد التدخلات الهمجية التي تحاول من خلالها قوات القمع منع آو نسف النشطة والاحتجاجات الطلابية الإوطمية.. ولن نذكٌر بحجم التضحيات التي قدٌمها وما زال يقدمها مناضلو إوطم، بدون استثناء، تضحيات تتراوح من التعرض للإهانة والضرب، إلى الطرد من الجامعة والسكن الجامعي، ومن الاعتقال والمحاكمة إلى الاغتيال في واضحة النهار.
لهذا الحد، نعتبر جازمين، أن العديد من الشروط متوفرة الآن لخوض معارك موحدة واعية ومنظمة في إطار النضال من اجل تحقيق بعض المطالب التي تستوجب الإجماع مثل ما ذكرناه، وبشكل خاص نقطة النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بمن فيهم مناضلو ومناضلات إوطم، الشيء الذي سيفرض علينا في المستقبل اتخاذ خطوات موحدة، كالإضرابات الوطنية، تنظيم احتجاجات في الشارع موحدة في المكان والزمان، إصدار بيانات موحدة حول بعض القضايا ذات الرؤى المتقاربة، إقامة أنشطة إشعاعية ممركزة..الخ
بخصوص النقطة الثانية المتعلقة بأساليب الحوار بين فصائل إوطم التقدمية والميدانية، نعلن بشكل مبدئي وصريح تشبثنا بأن أنجع الأساليب هي النقاش الديمقراطي والرفاقي بالشكل الذي انخرطنا فيه الآن، ولا نعتقد بأن هذا الأسلوب سينقص من قيمة أيٌ من التيارات وأيٌ من المناضلين والمناضلات، فالحوار والنقاش يتيح الفرصة للجميع بمن فيهم المعارضين المنتقدين، والمتحفظين والمناهضين حتى.. للتعبير عن رأيهم وموقفهم من هذه المبادرة ومن أمور أخرى فكرية، سياسية وتنظيمية.. فالعديد من الأمور والقضايا الطلابية اليومية لا يحسمها سوى النقاش الديمقراطي عبر الإقناع والاقتناع، ومبدأ الأغلبية والقلية، والانضباط للقرارات الطلابية الجماهيرية..الخ
إن أساليب العنف بين مكونات إوطم كانت دائما أساليب مرفوضة ومنبوذة من طرف الجماهير الطلابية على طول تجربة إوطم الكفاحية، ولم تكن سوى بعض الحالات الشاذة والمحدودة تلك التي استعمل فيها العنف المادي والدموي في ساحات الجامعة.. ومع بروز ظاهرة التيارات الظلامية، وهي المعروفة بفتوحاتها الدموية في العديد من الجامعات العربية، أواسط السبعينات وبشكل أقوى أواخر الثمانينات.. فرض على المناضلين التقدميين الدفاع عن الجامعة وعن إوطم وعن أنفسهم كذلك ضد هذا المد الفاشي الخطير.
في هذا الإطار تجند المناضلون في إطار نوع من الدفاع الذاتي مستعملين جميع الأساليب التي فرضتها ظروف هذه الحرب الظلامية وما عرفته من فرٌ وكرٌ.. وبعد تقهقر القوى الظلامية وعياءها.. ثم انعزالها في بعض المواقع وانسحابها من أخرى، استمر هاجس العنف والإعداد للدفاع الذاتي في صفوف جميع التيارات الطلابية التقدمية.. ليُسفر حال بعض المواقع عن أوضاع اشد خطورة، تجلت في تحويل الصراع عن طريق العنف، إلى ما بين "رفاق الطريق والحركة" من التقدميين، وأحيانا من نفس المجموعة آو التيار.. الشيء الذي نعتبره معرقلا لوحدة الحركة الطلابية ومعطلا للعديد من مهامها ونضالاتها، بل ودخيلا على تقاليد إوطم وتراكمات التيارات والتجارب الديمقراطية من داخل الحركة الطلابية المغربية.
من موقعنا "كتوجه قاعدي" نعتبر أن الحوار الديمقراطي والرفاقي هو السبيل الأنجع للخروج من وضع التجزئة والشتات، فالحوار لا بد وان يتقدم ليشمل الجميع من كافة التيارات والفصائل والمجموعات التقدمية المناضلة.
ومن جهتنا، نقترح أن تستمر مثل هذه الأساليب، وأن تشكل الأسابيع الثقافية والتعبوية ملتقى لكافة الفعاليات المناضلة، وأن تتقدم جميع الحساسيات بأرضياتها الواضحة للمناضلين ولعموم الطلبة، وان تتشكل مجالس المناضلين في المواقع الطلابية المتقدمة لتُفتح في وجه جميع الطلبة المناضلين.. بهذا نعتقد أن إوطم سيسترجع بعضا من حضوره وهيبته الرمزية المفتقدة، وليسترجع كذلك أحد مقوماته الأساسية التي ليست سوى التجسيد الملموس لمبدئي الديمقراطية والجماهيرية.
لن نعتبر مقترحاتنا البسيطة هذه، وصفة سحرية، بل هي مقترحات قدمناها للنقاش منذ انطلاق تجربتنا بالجامعة في طنجة وتطوان، ولم نعتبرها نهائية بأي شكل من الأشكال، بل قابلة للنقد والتعديل والإغناء.. معلنين من هذا المنبر ومن داخل هذا اللقاء الطلابي التاريخي عن استعدادنا لفتح النقاش وتقبل جميع المقترحات الأخرى التي لا تمس بجوهر أطروحتنا في النضال الوحدوي المشترك مع جميع الأطراف التقدمية في الحركة الطلابية والجامعة بشكل عام.
ودمتم للنضال أوفياء
رفاقكم في "التوجه القاعدي"
مشروع النداء كما تصورناه قبل أن تجتمع الفصائل التي ساهمت وأشرفت على تنظيم الندوة الطلابية الوحدوية، لتبث في الخلاصات وتصوغها بالشكل الذي تقدمت به للرأي العام الطلابي والتقدمي.
مشروع نداء مراكش المقترح من طرف فصيل "التوجه القاعدي" لباقي الفصائل المشاركة في الندوة الطلابية الوحدوية
نعلن من هذا الموقع النضالي الصامد، نحن الفصائل الإوطمية التقدمية، المناضلون والمناضلات وكافة الجماهير الطلابية الحاضرة، تشبثنا المبدئي باتحادنا إوطم، الذي سنعمل كل ما في وسعنا على فرض رفع الحظر عنه وتثبيته، وعلى تجسيد مبادئه الأربعة مبدئيا في الساحة الطلابية.
فبالرغم من كل الهجومات التي تتعرض لها الحركة الطلابية في كافة المواقع المناضلة من طرف نظام الاستبداد القائم، سنظل صامدين مدافعين عن حرمة الجامعة، مناضلين من أجل توفير الحريات الديمقراطية بالجامعة وعلى رأسها إطلاق سراح كافة الطلبة المعتقلين ومدافعين في نفس الوقت عن كافة المطالب المادية والمعنوية للطلبة، الشيء الذي سيلزمنا الاصطفاف لمواجهة كافة المخططات الطبقية التخريبية التي تدعي إصلاح التعليم.
نعتبر بعد هذا النقاش الأولي المثمر، أن أنجع السبل لحل مشاكل الحركة الطلابية الداخلية صيانة لوحدتها وتطويرا لأدائها النضالي، هو القطع مع كل أشكال العنف المادي واللفظي بين الفصائل التقدمية المناضلة.. على أن تسود الروح الرفاقية والديمقراطية جميع نقاشات إوطم الجماهيرية والشبه جماهيرية.
كما نعلن عن التزامنا المبدئي والمسؤول، بالعمل على نشر هذه الروح عبر خطوات تنسيقية أخرى وفي مواقع أخرى، ثنائية، ثلاثية، رباعية أو ما فوق.. دون أن تحكمنا أية نظرة إقصائية في حق أي كان من الفصائل التقدمية المعارضة أو المتحفظة من أشكال التنسيق الوحدوي هذه، ستبقى الأيادي ممدودة لكافة المناضلين والمناضلات ولكافة الجماهير الطلابية المناضلة من أجل توسيع رقعة التنسيق الوحدوي من اجل استرجاع إوطم، ومن أجل صيانة مبادئه ومن اجل الدفاع عن التعليم وانتشاله من مخططات الخوصصة بما يعنيه ذلك من صيانة لحق أبناء الكادحين في تعليم مجاني معمٌم يراعي شروط التحصيل الضرورية ويفتح الآفاق لتشغيل كافة الخرجين.
وعاشت نضالات الجماهير الطلابية
وعاش اتحادنا إوطم منظمة تقدمية جماهيرية ديمقراطية ومستقلة



فصيل الطلبة القاعديين (مواقع وجدة- طنجة-القنيطرة-سلوان) :بيان وطني توضيحي

لقد خاضت الحركة الطلابية المغربية منذ فشل وإفشال المؤتمر 17 إلى اليوم عدة نضالات تميزت في أعقد فتراتها بطول نفسها وبجماهيريتها وكفاحها، إلا أنها بالرغم من ذلك لم تتمكن من فرض مطالبها الأساسية وإن كانت قد حصنت بعضا من المكتسبات وانتزعت بعض المطالب الجزئية على صعيد كل موقع من مواقع الصمود، لكنها ظلت بعيدة عن صد هجمات النظام اللاوطني، اللاديمقراطي ، واللاشعبي، الذي يسعى جاهدا إلى تمرير مخططاته الطبقية (الميثاق الوطني للتربية والتكوين، البرنامج الاستعجالي...) وهذا راجع بالأساس إلى الفراغ التنظيمي الذي يعرفه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والذي يزداد حدة بازدياد التشتت والبلقنة التي تنخر ذات الحركة الطلابية ولم تتمكن لحد الآن من الخروج من أزمتها ورفع الحظر العملي.
وانضباطا لمقررات المؤتمر (15) الخامس عشر والضوابط التسع للبرنامج الديمقراطي القاعدي العام لسنة 1979، ولتصورنا العلمي الذي يوضح بشكل دقيق آليات العمل الوحدوي.
وفي هذا الإطار وانسجاما مع بعض مستجدات الحركة الطلابية وبالخصوص الندوة المزمع عقدها بموقع مراكش في 23 من الشهر الجاري، ارتأينا الحضور في اللقاءات التحضيرية لهذه الندوة لأننا المبادرين إلى طرح مثل هذه الأشكال التي من شأنها أن تكون اللبنات الأولى لإعادة بناء أوطم، وكان واجبا علينا المشاركة في هذه اللقاءات من أجل الدفع بها إلى الأمام، لكن بعد تراكم بعض المعطيات وظهور بعض المستجدات في إطار التحضير لهذه الندوة، وبقراءتنا العلمية والدقيقة لشروط المرحلة الذاتية والموضوعية للحركة الطلابية تبين بالملموس أن مثل هذه المحطات تستلزم مزيدا من الوضوح، خصوصا من بعض المواقف السياسية التي تتناقض والخط الكفاحي التقدمي لأوطم وإدراكنا للنتائج العكسية لهذه المبادرة على مصلحة الحركة الطلابية وأن هذه الخطوة لا يمكن أن تتبلور إلا بنقاش قاعدي تحتي في كل مواقع الصمود.
ووعيا منا لما يلعبه استنهاض الفعل النضالي من دور التصدي لمعادلة إجهازات السياسة التعليمية الطبقية الذي (الفعل النضالي ) يعتبر السبيل الوحيد لتأسيس أشكال تنظيمية أوطامية ، لن يتأتى إلا بالنضال المرير واليومي بمعية الجماهير من أجل تصليب عودها ، وتكريس الهوية الكفاحية والتقدمية لأوطم في وسطها بمواجهة المعادلة الأولى بمعادلة الكفاح الجماهيري الواعي والمنظم من أجل الانتقال من وعي حسي للجماهير إلى وعي سياسي لممارسة الصراع الطبقي من داخل الجامعة المغربية على المستوى الإيديولوجي بالمقارعة الفكرية لكل الأبواق الإيديولوجية التي تحصن إيديولوجية الطبقة المسيطرة ، و على المستوى الاقتصادي النضال من اجل تحصين المكتسبات وانتزاع المطالب الأساسية للجماهير (السكن، الصحة، التعليم، المنحة....) وعلى المستوى السياسي فضح الممارسة السياسية للتحالف الطبقي المسيطر في إطار حركته الانتباذية ، محاولة منها لتمويه الجماهير بشعاراتها الطنانة والفارغة المحتوى (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حقوق الإنسان، الانتقال الديمقراطي الإنصاف والمصالحة الجهوية الموسعة ... ) ذلك كتجسيد للموقف التاريخي للخط الثوري من النظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي واللاشعبي .
إذن فلا يمكن لأي عمل وحدوي أن يكون علميا دون أن ينسجم والشروط الدقيقة التي تمر بها الحركة الطلابية ، بصفة أخرى لا يمكن الحديث عن أي خطوة وحدوية علمية إذا لم يكن أساسها الكفاح الجماهيري الواعي والمنظم، وبشكل أدق لا يمكن لأي شكل وحدوي أن ينسجم والواقع الملموس بدون أن تكون أطراف هذه الوحدة ذات انتشار واسع في أوساط الجماهير باكتساب شرعيتها النضالية والكفاحية بتكريس خطها الثوري في أوسع قاعدة أوطامية .
أيتها الجماهير الطلابية
الرفيقات والرفاق:
انسجاما مع قناعات الخط الكفاحي والتقدمي المبدئية بالكفاح الجماهيري الواعي والمنظم وسيرا على نهج شهدائنا (سعيدة المنبهي، عبداللطيف زروال، مصطفى بلهواري، مولاي بوبكر الدريدي، خليفي زبيدة...) ومن أجل تعليم وطني ديمقراطي شعبي تتبوأ فيه الامازيغية مكانتها الوطنية والديمقراطية، نعلن للرأي العام الطلابي، الوطني والأممي ما يلي:
-
إدانتنا الشديدة لكل المؤامرات المشبوهة والدنيئة التي تحاك في السر والعلن ضد فصيل الطلبة القاعديين .
-
إدانتنا الشديدة لكل الاختراقات السرية والعلنية لحرمة الجامعة المغربية من طرف أجهزة القمع الطبقي
-
إدانتنا للحرب الطبقية الرجعية التي تشنها آلة التقتيل الطبقية على نضالات الجماهير في كل مواقع النضال والصمود والكفاح (الدار البيضاء، القنيطرة، طنجة، وجدة، الناظور، بوعرفة، صفرو ، خنيفرة، تماسينت ..)
-
إدانتنا للمخططات الطبقية التصفوية الرجعية (الميثاق اللاوطني للتربية والتكوين ، البرنامج الاستعجالي ، مدونة الشغل، قانون الأحزاب،...)
-
إدانتنا لكل الإطارات الغريبة عن أوطم والدخيلة عليه (منظمة التخريب الطلابي ، مجالس الجامعة، الهياكل الفوقية الظلامية ...)
-
إدانتنا للتواطؤ السري والعلني للانتهازية اليمنية واليسارية مع النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي.
-
التعريف بالمرأة المغربية عموما والطالبة خصوصا وبنضالاتها في صفوف الجماهير.
-
تضامننا مع نضالات المرأة العاملة والفلاحة المغربية ضدا على اضطهادها واستغلالها المزدوج في البيت والمجتمع، ولنناضل من أجل المساواة بين المرأة والرجل على أرضية طبقية ثورية .
-
تضامننا المبدئي مع نضال الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين من أجل حقهم في الشغل والتنظيم. تضامننا مع نضالات الجماهير المنكوبة بتامسينت الصامدة
-
تضامننا مع كل المعتقلين السياسيين ومع عائلاتهم بالكفاح
-
تضامننا المبدئي واللامشروط مع نضال الحركة التلاميذية
-
تضامننا مع النضالات الثورية للشعبين العراقي والفلسطيني ضد الاستعمار الأمريكي والتحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي
-
تضامننا مع نضالات الشعب الصحراوي من أجل حقه في تقرير المصير
-
تضامننا مع كل نضالات حركات التحرر الوطني الثوري ونضال الطبقة العاملة الثورية والأممية.
-
النضال ضد الانتهازية اليمينية واليسارية لفضح ممارستها الانتهازية المقيتة وطروحاتها الإصلاحية التحريفية.
-
النضال ضد الثقافة والإيديولوجية الرجعية الإقطاعية البورجوازية والظلامية
-
النضال من اجل تحرير سبتة ومليلية وكل الجزر الشمالية المستعمرة من طرف الإمبريالية الإسبانية
-
النضال من أجل انتزاع الحرية الديمقراطية (الإضراب، التظاهر، التنظيم، حرية التعبير...)
-
النضال من أجل هيكلة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هيكلة قاعدية ديمقراطية
-
تشبثنا بحقنا الشرعي والتاريخي في الدفاع بحزم وصلابة عن حرمة الجامعة وديمقراطيتها واستقلاليتها رافعين تحية النضال لأسر شهدائنا وكل شهداء الشعب المغربي
-
تشبثنا بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب الممثل التاريخي الشرعي والوحيد لنضالات الجماهير الطلابية .
-
دعوتنا للجماهير الأوطمية للتحلي بروح الحذر واليقضة حول ما يحاك ضدها من مؤامرات سرية وعلنية وهجومات على حقوقها ومكتسباتها المادية والديمقراطية .
-
دعوتنا للجماهير الأوطمية للالتفاف حول مطالبها المادية، التعليمية والديمقراطية (المنحة، السكن، التغذية النقل ، التظاهر، وحق الإضراب...) في إطار منظمتها العتيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لفتح معارك وطنية على نهج سعيدة الشهيدة
وعاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
منظمة جماهرية ، ديمقراطية، تقدمية، ومستقلة


-----------------------------------

كلمة فصيل الطلبة القاعديين التقدميين في الندوة الوطنية بمراكش


إن الخطوات المتقدمة التي قطعتها الحركة الطلابية المغربية على درب تثبيت هويتها الكفاحية والتقدمية والتصدي لمخطط الإصلاح الجامعي والمساهمة في الصراع الاجتماعي العام تضعها على عتبة مرحلة جديدة من تاريخها الراهن، تتطلب منها الادراك العميق لمتطلبات المرحلة، ورصد الأفاق الكفيلة بجعلها تأخذ موقعها في الصراع، كرقم له وزنه السياسي في كل المحطات التي عرفها المخاض المستمر لحركة التحرر الوطني، وهذا ما لم يتم إلا من خلال إعادة النظر في مختلف الضوابط التي حكمت العلاقات بين أطراف الحركة الطلابية (اعتبارا لكون هذه الضوابط قد تشكل عنصر تأزيم داخلي حين لا تجد أطراف الحركة منطقا سليما للتعايش)، بالشكل الذي يؤسس لمرحلة جديدة تتجاوز فيها الحركة الطلابية مأزقها الراهن وتنفتح على افاق أوسع.
وعلى ضوء ما تقدم، انخرط الطلبة القاعديون التقدميون في النقاشات الأخيرة حول توحيد صفوف الحركة الطلابية، مستحضرين رصيدهم الحافل بمبادرات العمل الوحدوي مع الأطراف المناضلة داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ومحاولين في الوقت ذاته مجموعة من النقط التي يمكن أن تنتصب معرقلا لهكذا وحدة.
في هذا السياق تأتي المشاركة في الندوة الوطنية حول موضوع "الاعتقال السياسي، العنف في صفوف الحركة الطلابية وافاق توحيد الفعل النضالي الطلابي" تجسيدا للالتزام المبدئي بالعمل مع كل الأطراف الديمقراطية والتقدمية بما يجعل مصلحة الحركة فوق كل اعتبار. في الاعتقال السياسي إن الاعتقال السياسي باعتباره شكلا من أشكال العنف الطبقي الرجعي، أي شكلا مميزا لممارسة الصراع الطبقي من موقع السيطرة على الدولة، لن يستقيم فهمنا له إلا على أرضية تحديد سياسي/طبقي. فتناقض مصالح الطبقات في مجتمع ما يولد دوما اتجاه هذا التناقض إلى مرحلة التصادم تستعمل فيه الطبقات المتصارعة أدواتها وأشكالها الخاصة بها في الدفاع عن مصالحها وتأمين وجودها، ومن بين الأشكال التي تلجأ إليها الطبقات السائدة هو توظيف الدولة وأجهزتها القمعية في مقاومة تطور الصراع الطبقي من موقع نقيضها، وما الاعتقال سوى أحد أشكال تصريف عنف الدولة الطبقية، يظل ملازما للصراع إلى أن يستنفذ امكانياته مفسحا المجال لأشكال العنف الأخرى الأكثر ضراوة وفعالية.
من هنا نفهم المحتوى الطبقي لقضية الاعتقال السياسي، ومعه يتداعى كل فهم إصلاحي شوفيني يحصر الاعتقال السياسي ضمن الظواهر الاجتماعية الأخرى، ويجعل النضال ضد الاعتقال السياسي مجرد نضال قانوني، أي نضال من أجل تطبيق القانون، ناسيا بذلك أنه حتى في حالة تطبيق القانون فإن الصراع الطبقي لن يتوقف وبالتالي يستدعي الاعتقال السياسي كشكل ضروري لممارسة الطبقات السائدة. (الكلمة الممانعة)
وقد كان الاعتقال السياسي على وجه الخصوص والجريمة السياسية عموما سمة ميزت التاريخ المعاصر للحركة الطلابية المغربية (65-72-81-84- التورط المكشوف للنظام في اغتيال ايت الجيد محمد بنعيسى والمعطي بوملي...) وهو ما يجعل النضال من أجل فرض الحريات الديمقراطية شقا مركزيا ضمن اهتمامات الحركة (عبر النضال ضد عسكرة الجامعة والاختراقات البوليسية لحرمتها، اطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإيقاف المتابعات والملاحقات في صفوف مناضلي أوطم).
العنف في صفوف الحركة الطلابية
إن العنف الثوري الذي تحدث عنه جل المنظرين الماركسيين هو ذلك العنف الذي تلجأ إليه الطبقات الثورية داخل المجتمع، عندما يبلغ فيه الصراع الطبقي طوره الثوري، كنقيض للعنف الرجعي. خارج هذا التحديد لا يمكن اعتبار أي عنف - مهما كانت أطرافه - عنفا ثوريا.
وفي هذا الصدد فاللجوء إلى العنف لتدبير الصراع بين أطراف الحركة الطلابية لا يمكن له أن يكون أسلوبا سليما، إذ أن قيام هذا الصراع يجد جذوره في تباين المنطلقات السياسية و/أو الإيديولوجية لأطراف الحركة.
وهنا نسجل ما يلي:
-
لا يمكن لأي حركة جماهيرية إلا أن تكون مجالا للتعددية كترجمة للتعددية في الحركة الأم.
-
نفي/إقصاء أحد أطراف الحركة الطلابية هو بمثابة حرمان جزء من الجماهير الطلابية من حقها في التعبير عن ذاتها كحق تضمنه مبادئ وأعراف الإتحاد الوطني لطلبة المغرب.
على ضوء هذه المعطيات، وتوخيا منه تدبير الاختلاف في صفوف الحركة الطلابية، انفرد التوجه الديموقراطي بطرح قانون لا يمكن الطعن في علميته، والمعبر عنه في قانون وحدة-نقد-وحدة التي هي التعبير – إن شئنا التبسيط – مبدئي عن وحدة الانتماء بالنسبة لأطراف الحركة الطلابية، وحدة قائمة موضوعيا يفترض فيها أن ترقى إلى وحدة ذاتية يكون فيها برنامج الحد الأدنى ضابطا لها وموجها لعمل مشترك ينبني أولا وأخيرا على خدمة مصلحة الحركة الطلابية وذلك عبر حلقة النقد التي تنقل الوحدة من وضعها الأدنى أي الموضوعي إلى الأرقى أي البرنامجي. هذا النقد الذي يؤسس تفاعلا برنامجيا دائما بين الأطراف في إطار التعاطي مع قضايا وأوضاع الحركة الطلابية، وبالتالي سيشكل مسارا نحو انتاج الصيغ المفترضة للعمل المشترك. ( الأرضية السياسية والتنظيمية لفصيل الطلبة القاعديين التقدميين)
الأفاق المستقبلية للنضال الطلابي
إن الحديث عن الحركة الطلابية الآن هو الحديث عن أزمتها الراهنة وإمكانات تجاوزها، أي الأزمة، وهو ما يتطلب التحديد الدقيق لطبيعة الحركة الطلابية (مجال الحركة، موضوع الحركة، ذات الحركة...)ومن تم الخوض في التشخيص لأزمتها التي هي أزمة يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي.
وقد أكدت التجربة أن الحركة الطلابية تختزن قدرات هائلة تؤهلها للمساهمة من موقعها في إحقاق التعليم المنشود، إن وجد مناخ أكثر انفتاحا و ديمقراطية داخل أوطم قصد الوصول إلى إنتاج عمل وحدوي فعلي قادر على:
- فرض الحريات الديمقراطية و صيانة حرمة الجامعة و وقف المتابعات...
-
النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
-
التصدي لمخطط الإصلاح الجامعي.
-
النضال من أجل إصلاح تعليمي بديل يستجيب لطموحات أبناء الجماهير الشعبية.
-
الإسهام في خلق وعي ثقافي بديل وفضح وتعرية كل الثقافات الرجعية والظلامية، والكشف عن الجوانب المطموسة في ثقافة شعبنا خصوصا في شقها الأمازيغي.
-
التعريف بواقع الفئات المضطهدة، والانخراط في كل أشكال المجابهة الطبقية وتجسيد مواقف أوطم في القضايا العادلة.
مراكش في 23 مارس 2010

-----------------------------

أرضية النهج الديموقراطي القاعدي مراكش- لندوة 23مارس الطلابية

لقد خاضت الجماهير الشعبية ببلادنا خلال السنوات الماضية نضالات واسعة، قدمت خلالها التضحيات الجسام، واستطاعت أن تطرح قضاياها على جموع مناضلي الشعب المغربي وقد كانت الحركة الطلابية في طليعة النضالات والتضحيات، فقدمت ومازالت تقدم خيرة مناضليها لسنوات الاعتقال والاستشهاد، كما سارة الحركة الطلابية نحو الأمام ودلك من خلال مبادرة الرفاق من داخل موقع مراكش والمتمثلة في الاتجاه نحو بناء حركة طلابية قوية مكافحة وموحدة على الصعيد الوطني، ولقد انطلقت مند زمن غير بعيد مجموعة من النقاشات بين مناضلي الشعب المغربي والجماهير الطلابية بصدد مسألة الوحدة إلا أن هده الصيرورة تعرف مجموعة من الانعطافات وتتطلب المزيد من بدل الجهود من اجل الوصول إلى الهدف المنشود.
لقد اشتد هجوم الامبريالية العالمية ضد شعوب العالم، واشتدت حدة هجوم العملاء المحليين ببلادنا، حيث خاضوا مجموعة من الحملات القمعية في حق الشعب بكل فئاته بعد أن أتبت الواقع مدى فشل كل الأسلحة الأخرى في القدرة على تكبيل الجماهير، فباتت لغة الاختطافات والمداهمات والاعتقالات هي لغة السياسية الوحيدة القائمة لهده الانتفاضات العارمة لتأخذ الجماهير موقعها في الصراع وتنخرط في ظل ما هو متعلق بالنضال العنيف دفاعا عن مطالبها العادلة و المشروعة من خلال انتفاضات عنيفة متسعة الرقعة ومتباعدة زمنيا كبدت النظام خسائر فادحة سياسيا بالدرجة الأولى (لتكسير كافة الشعارات التي يتغنى بها النظام).
عندما تم منع الجماهير من التعبير عن أرائها ومورس تكميم الأفواه على أوسع نطاق، باتت ملحا حية النضال على من اجل رفع المنع والحظر الممارس في حق الجماهير. ادن فتقدم الجماهير نحو تحصين مكتسباتها المادية وتحسبن شروط عيشها من اجل التقدم في نضالها ضد أعدائها لابد أن يخضع للنضال من اجل الحريات السياسية والنقابية، لقد قدم الشعب المغربي في غمرة هدا النضال، عشرات بل ومئات المعتقلين السياسيين، والنضال من اجل الحريات السياسية والنقابية من اجل فرض هده الحريات بالقوة المادية عبر دك أركان النظام القائم.
إن مركز صراع الجماهير الشعبية ضد النظام القائم هو مطلب الحريات النقابية والسياسية، وهي خلاصة لم نكل لنتوصل إليها لولا خوض الجماهير الشعبية نضالات عنيفة من أجل الماء والكهرباء والمواد الأساسية، التعليم ....
إدا كان مطلب الحريات مركزا لصراع الشعب ضد أعدائه، فانه بالضرورة مركز للصراع في كافة حقول الصراع الطبقي، ومن بينها حقل التعليم، الذي يشهد صراعا ضاريا بين أبناء العمل والفلاحين وباقي المضطهدين ضد ممثلي النظام في هدا الحقل. لقد نجحت زمرة العملاء المحليين في دفع مجموعة من القطاعات نحو الخوصصة، لكنها عجزت عن فعل الشيء نفسه في قطاع التعليم ، ودلك نتيجة لصمود الحركة الطلابية حتى في أحلك الظروف العالمية والمحلية في تحصين حق أبناء الشعب المغربي في التعليم من داخل الجامعة، هدا من جهة ، وأمامنا جهة ثانية، أخدت الحركة الطلابية تنحوا منحى في نضالها الواسع الأفاق، يشهد أن مساره هو الالتحام بالعمال والفلاحين فقد كان حضور الطلاب وازنا في خضم نضالات الشعب المغربي دفاعا عن الصحة والسكن وضد غلاء الأسعار.... كما كان تطور النقاش حول وحدة الحركة الطلابية رغم محاولة النظام إلى ضرب الحركة ونسف أي نشاط أو تحرك هادف إلى تقوتها ووأد أي نقاش حول وحدتها، يفرض على الحركة التصدي لهدا الحضر الممارس عليها والنضال من اجل الحريات السياسية والنقابية داخل الحركة الطلابية هو تعبير عن نضال الشعب المغربي من أجل الحرية السياسية في حقل التعليم.
وقد تصدت الحركة الطلابية لكل تجليات الحضر من مرحلة الثمانينات بعد نزول جهاز الاوكس من داخل الجامعات مرورا بتسطير البرنامج المرحلي الذي يؤكد في نقطته الثانية على ضرورة العمل على رفع الحضر العملي على أوطم ، وقد جسدت الحركة الطلابية في تصديها لجهاز الاوكس وتجليات الحضر المتمثلة في القوى الظلامية والشوفينية. وإيمانا من المناضلين أن رفع الحظر العملي على الحركة الطلابية والجماهير الشعبية لن يتحقق دون دك بنية النظام القائم، وانخراط الحركة الطلابية إلى جانب العمال والفلاحين، " فلا يمكن للحركة الطلابية أن تتجاوز الأحكام العرفية وسياسة التقتيل التي تتهجها الشرطة ورجال المخابرات والمسؤلون وعديموا الشرف في ميدان التعليم إلا إدا تناسقت مع نضالات العمال والفلاحين، والجنود" ماو.
حول النضال من اجل الحل السليم للتناقضات داخل UNEM
عندما تطرقنا في البداية إلى نقطة أساسية في نضال الحركة الطلابية في المرحلة، لان كافة شرفاء هدا الوطن لا يختلفون حول ضرورة النضال من اجل الحريات السياسية والنقابية ومن جهة أخرى لان ضرورة طرح مختلف الأفكار أمام الجميع بغية دعم الصحيحة وطرد كل الأفكار الخاطئة ومحاربة النزاعات الذي تكبد مستقبل الحركة، ثانيا بهدف ترجمة الأفكار الصحيحة التي أتثبت نفسها في بحر صراع إيديولوجي ايجابي إلى برامج عملية محددة قابلة للتقييم في كل وقت، بهدا الأسلوب بإمكان الحركة الطلابية أن تخطوا نحو الأمام، وتحقق تقدما في نضالها الآني والاستراتيجي.
إن مسألة " العنف داخل الجامعة" أولا نعتبر هده الصيغة غير صالحة وغير ملائمة لندوة أو حتى لأي شيء آخر، لأنها تضع في سلة واحدة جميع التناقضات داخل الجامعة أو لنقل أنها تتعامل مع جميع التناقضات الموجودة داخل الجامعة بنفس المقاس، فعند الحديث عن الجامعة المغربية يجب أن لا يغيب عن تفكيرنا أبدا إنها تضم تيارات سياسية وقوى نعتبرها من أعداء أوطم ( القوى الفاشية بصيغتها الظلامية او الشوفينية), إن هده القوى تشكل بالنسبة للنهج الديمقراطي القاعدي تجليا من تجليات الحضر العملي وجب العمل والنضال صدها على كافة الواجهات وبجميع الوسائل.
أما النقطة الثانية فيما يخص باقي القوى الأخرى التي تعمل وتمارس نشاطها النقابي والسياسي داخل الحركة الطلابية وداخل الجامعة المغربية، والتي تؤمن بمبادئ أوطم ولا تساهم في تصريف أزمة الرجعية على حساب الجماهير، فان التناقضات معها نعتبرها تناقضات في صفوف الشعب ويجب التعاطي معها وحلها من هدا المنطلق. ادن يجب أن ندرك كون الجامعات تتضمن قوى أوطامية تحت إطار أوطم وقوى فاشية تمثل مصالح الرجعية، لدلك فحل التناقضات بين الحركة الطلابية وكافة ممثلي الرجعية يحل عن طريق العنف (الحرب والمواجهة العسكرية) أما التناقض وسط أوطم يحل بالصراع الإيديولوجي والنقد الذاتي والإقناع والاقتناع.
إن مسألة العنف ليست رغبة ذاتية بل هي إفرازات شروط موضوعية التي تتحكم في مسار تطور الحركة، و تبقى مسالة الحل السليم للتناقضات مرتبط بالأطراف المتناقضة فحداري أن نرفع شعار" نبد العنف داخل الجامعة" دون فهم واستيعاب مضمونه الذي يعبر عن إحدى هجومات النظام القائم وأذياله اتجاه الحركة الطلابية، ودلك من أجل المزيد من فرض الحضر العملي على أوطم وإعطاء " الشرعية" لأعماله الإجرامية في حق الجماهير الطلابية وتلفيق التهم لمناضليها ، فخدام البرجوازية وعملائها يتهمون الشعب دائما عندما ينتفض بنهج "أسلوب العنف" ، وكأنه اختيار بالنسبة للجماهير بل عكس دلك هو نتاج احتدام الصراع بين الجماهير والنظام القائم ووصوله إلى مستوى أرقى من ذي قبل, ويعتبر العنف درجة متطورة من الصراع السياسي فعندما تصل التناقضات إلى مستوى أرقى يستعصي حلها بعد دلك تنتقل من تناقضات غير تناحري إلى تناقضات تناحرية .
فعندما تصل التناقضات وسط الحركة الطلابية إلى مستوى أن احد الأطراف الاوطامية يصارع من اجل تثبيت خلاصات ذات مضمون رجعي، ويباشر ممارستها غير مكترث بمصالح الجماهير، ففي هدده المرحلة انتقل إلى صفوف العدو ويعمل على ضرب وتصفية مبادئ أوطم، فان هده المرحلة قد تحول هدا التيار من تيار تقدمي إلى تيار رجعي, أما بالنسبة للحل السليم للتناقضات في هده المرحلة هو التصدي عن طريق العزل الجماهيري وفي مراحل متطورة العنف من اجل الدفاع عن مصالح الجماهير، وتكون مسألة العزل عن طريق صيرورة طويلة من الصراع الإيديولوجي الايجابي ضد الأفكار الخاطئة والفضح الجماهيري لهده الأفكار، وتتجسد هده النقطة في النقطة الثالثة من البرنامج المرحلي وهي مواجهة البيروقراطية .
لدا فمسالة العنف ليست مسألة نبد أو تبني بل عكس دلك هي مسألة مدى استيعاب التناقضات ومدى إشراك الجماهير في كافة القضايا والصراعات التي تفرزها الحركة، ومن اجل إعطاء المضمون السليم لحل التناقضات والمضمون السليم لخط الجماهير. ادن هدا المبدأ قد صاغه قبلنا الطلبة الجبهويون في المؤتمر الخامس عشر لأوطم بصيغة ماو الشهيرة : وحدة _ نقد _ وحدة , الانطلاق من الوحدة على أرضية الدفاع عن مبادئ أوطم ومصالح الجماهير الطلابية التي نجد صياغتها البرنامجية في موجهة بنود التخريب الجامعي ودمج نضالات الجماهير الطلابية بنضالات الجماهير الشعبية قاطبة، وكدا النضال ضد الحظر العملي وكل تجلياته، لكن مع إيماننا وانطلاقنا من ضرورة الوحدة على أرضية هده المبادئ، ولا يغيب عن بالنا أبدا حتمية الصراع وسط هده الوحدة ضد كل الأفكار والممارسات التي تقف حاجزا أمام مصالح الجماهير ، إن هدا المبدأ الفكري الذي نؤمن به أيضا تمت صياغته في النقطة البرنامجية الثالثة هي مجابهة البيروقراطية مهما كان مصدرها أو لونها, إن الصراع على هده الجبهة هو صراع قاسي ومعقد حيت أن هدا التناقض الذي قد يكون ثانويا في لحطة معينة قد يصبح رئيسيا في لحظة أخرى أو العكس، أي ما هو رئيسي يصبح ثانويا.
إن كل دلك يخلق صعوبات حقيقية على المناضلين بل حتى القادة للتمييز في كل لحظة من لحظات الصراع بين التناقضات، وبغض النضر عن كل دلك هل يمكن أن يحل الصراع وسط مكونات أوطم بالعنف المسلح ؟
إن تأكيدنا على ضرورة وحدة الحركة الطلابية ووحدة الجماهير الطلابية والعمل إلى جانب التيارات والفصائل السياسية داخل أوطم ، يهدف بالدرجة الأولى _ وقبل كل شيء_ إلى التصدي لبنود التخريب الجامعي ومقاومة كل أشكال الحر العملي الذي تفرضه الرجعية وانتزاع الحق في الممارسة السياسية والنقابية داخل الجامعة لمغربية، إن هده المسألة بالنسبة لنا تختلف سياسيا عن مسألة كيفية التعاطي مع بعض التيارات السياسية حول قضايا الثورة في بلادنا، فان كنا نعمل جاهدين للمساهمة في بناء وحدة الحركة الطلابية وتقوية أواصل النضال المشترك بين مختلف المواقع الجامعية للتصدي لهجمات النظام على التعليم وعلى الحرية السياسية والنقابية داخل لجامعية، وكدا بناء جسور التواصل والنقاش الديمقراطي بين التيارات السياسية المناهضة لسياسات النظام الرجعي داخل الجامعة فان دلك لا يعني أننا لا نفصل بين القضايا السياسية العملية التي نجدها داخل الحركة الطلابية وبين القضايا السياسية التي تطرحها الثورة ببلادنا، فهده الأخيرة لها متطلباتها ووسائلها الخاصة التي نعتبرها مختلفة تماما عن تلك التي تطرحها لتقدم في صيرورة وحدة الحركة الطلابية, هناك بكل تأكيد تقاطعات كنيرة بين الاثنين، لكن هناك أيضا اختلافات جمة شكلا ومضمونا يجب أخدها بعن الاعتبار، ومن تم قد نتفق مع هده القوى أو تلك حول سبل مواجهة خطوة معينة من خطوات النظام اتجاه الحركة الطلابية، وقد نصل إلى توحيد الجهود من اجل التصدي لبند من بنود التخريب الجامعي دون أن نتفق على قضية من قضايا الثورة. إن ما هو مطروح للنقاش في المرحلة الراهنة داخل الحركة الطلابية ليس توحيد " الثوريين" كما ينادي البعض وإنما توحيد نضالات الجماهير الطلابية وبناء وحدة الحركة الطلابية الذي يمر في اعتقادنا عبر صيرورة تندمج فيها الرغبة والعمل على الوحدة والإيمان بحتمية وموضوعية الصراع، وهو ما قلناه مرارا ولازلنا نردده إلى البوم سواء من الناحية الإيديولوجية النظرية أو من الناحية السياسية والبرنامجية ودعوتنا ورغبتنا في تقديم صيرورة الوحدة إلى الأمام لا تعني تخلينا عن الصراع ضد كل ما من شأنه المس بمصالح الجماهير الطلابية, المهم هنا هو كيفية إدارة الصراع وكيفية حل هده التناقضات، بعض الرفاق يقولون بضرورة إدانة العنف مهما كان مصدره أو مبرراته، إن هده الفكرة ( بلهاء) غير سليمة، لان حتى الذي ينادي بها قد يتعرض للعنف فهل سوف يقف مكتوف الأيادي أم انه سوف يدافع عن نفسه ؟
أننا كشيوعيين لا ننفي إمكانية وصول وتطور الصراع إلى عنف مادي، لكن ما نؤمن به هو أننا لن نكون المبادرين في ممارسة العنف وإننا نعمل قدر المستطاع على أن نتجنب الدخول في صراع عنيف ماديا ضد أي فصيل أو تيار يعمل داخل أوطم، لكن دلك لا يعني أننا قد لا نرد بقسوة وبحزم ضد كل من بادر إلى استعمال العنف ضدنا أو ضد الجماهير الطلابية أيضا. دلك هو موقفنا وتلك هي قناعتنا " لا ندعو إلى ممارسة العنف ضد فصائل أوطم، وفي نفس الوقت لا ندعو إلى إدانته"
إذن فمزيدا من الحرص على التمييز بين التناقضات
مزيدا من الحل السليم للتناقضات داخل الحركة الطلابية
مزيدا من الوحدة من اجل تشتت وحدة العدو
النهج الديمقراطي القاعدي مراكش

-------------------------------------

أرضية الطلبة الثوريون في ندوة 23 مارس 2010 : نحو نضالات موحدة ضد الإعتقال السياسي...ضد العنف السياسي داخل الجامعة.

تقديـــــــــــــــم: عرفت الحركة الطلابية المغربية دينامية نضالية في السنوات الثلاث الأخيرة ردا على الهجوم الشرس للدولة المغربية على التعليم الجامعي (الإصلاح الجامعي و المخطط الإستعجالي)، وصلت هذه الدينامية أوجها في جامعات فاس وأكادير ومراكش وتازة وطنجة وامتدت إلى باقي الجامعات الاخرى (القنيطرة، وجدة، الراشيدية بل وحتى الجديدة والبيضاء والمحمدية) رافعة ملفات مطلبية مطالبة بوقف الهجوم على التعليم الجامعي (مطالب : بيداغوجية ، إدارية ، مادية و ديمقراطية...).
إنها دينامية نضالية واعدة بل وبعضها استثنائي بجماهيريتها وطول نفسها ومكتسباتها كما هو الشأن بالنسبة للنضالات الأخيرة بجامعة اكادير. لكن هذه النضالات تظل مع ذلك دون حجم الهجوم المنظم على مكتسبات الحركة الطلابية التي كلفت عقودا من النضال و التضحية. فلازالت هذه النضالات دفاعية وجنينية؛ فمعظمها ضعيف الجماهيرية وأغلبها يدور في حلقة مفرغة نظرا لكونها تتم على أرضية مطالب جزئية، ولم تستطع حتى اليوم تجاوز طابعها المحلي الضيق، ونظرا لاستمرار عزلتها عن النضالات الاجتماعية خارج الجامعة. وبالتالي فهذه الدينامية حتى الان ورغم الامال العظيمة والافاق الرحبة التي تفتحها لازالت، حتى اليوم، دون حجم الاستهداف الذي تتعرض له الجامعة المغربية وعاجزة عن تنظيم مقاومة طلابية وطنية تعدل موازين القوى لصالح الحركة الطلابية وتسمح لهذه الأخيرة بالاضطلاع بدورها في ساحة الصراع الاجتماعي بالمغرب 
.
هذا الوضع، مضافا اليه سيرورة الفرز السياسي الجارية في الساحة الجامعية، سمح بتبلور وعي متنام لدى أغلب المكونات اليسارية الطلابية بالساحة الجامعية بالمهام والمسؤولية النضالية والتاريخية الملقاة على عاتقها للرقي بالمقاومة الطلابية الحالية الى مستوى مجابهة جماهيرية ووطنية لمخططات الدولة في تدمير الجامعة العمومية. و قد تجسد هذا الوعي في العديد من المبادرات الصادرة عن مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب نجمل أهمها :
- رسالة 15 أبريل 2009للمعتقلين السياسيين لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي بفاس المنادية بضرورة تجاوز الصراعات الهامشية وخوض خطوات نضالية مشتركة.
-
تفاعل الطلبة الثوريون مع رسالة فاس من خلال ورقة 10ماي2009 المعنونة «تضامنا مع الرفاق المعتقلين بفاس: ليستمر النقاش الذي فتحته رسالة 15 ابريل».
-
في سابقة من نوعها، دعا رفاق النهج الديمقراطي القاعدي بفاس كل مناضلي اوطم بكل الجامعات للمشاركة بأيام المعتقل من 19 الى 22 ماي2009. وهو ما تفاعلت معه ايجابيا اغلب الفصائل الطلابية الحاضرة اليوم بالندوة. وحصل نفس الأمر في الأسبوع الموالي في ايام الشهيد التي نظمها رفاق النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش.
-
اصدار رفاق النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش لنشرة «ماي الأحمر» صيف 2009 يتضمن مواقفه من وحدة الحركة الطلابية. واصداره لبيان 16 شتنبر 2009 يتضمن مواقف جديدة بالنسبة له حول تدبير العلاقة بين المكونات اليسارية.
-
نداء الطلبة الثوريين للفصائل اليسارية في بداية الموسم الجامعي الحالي لتنظيم استقبال و تسجيل الطلبة الجدد و تعريفهم بمنظمتهم اوطم إعدادا للمعارك القادمة 
.
-
دعوة رفاق فاس للمواقع الطلابية باعداد تقارير حول الدخول المدرسي وهو ما استجاب له نهج مراكش وثوريو اكادير.
وعلى مستوى التضامن النضالي بين مختلف المواقع الجامعية:
- دعوة الطلبة الثوريين، في بيان صدر في 28فبارير2009 تضامنا مع معركة فاس، الى جعل ايام تقديم المناضلين الطلابيين للمحاكمة اياما للتضامن والاحتجاج وهي الدعوة ذاتها التي أيدها فيما بعد رفاق النهج بفاس.
-
تنظيم الطلبة الثوريين باكادير لأسبوع تضامني واحتجاجي مع كافة المعتقلين في مارس2009 تلاه اسبوع مشابه نظمه رفاق التوجه القاعدي بطنجة.
-
دعوة الطلبة الثوريين لمسيرة تضامنية مع معتقلي فاس وباقي المواقع الجامعية بجامعة ابن زهر بأكادير خلال ماي 2009.
-
تنظيم حملة تضامنية مع معتقلي تغجيجت و كافة المعتقلين السياسيين بجامعة ابن زهر بأكادير خلال العام الحالي.
-
الحضور النضالي للطلبة الثوريين ورفاق فاس ومراكش في القافلة التي نظمتها الهيئة الوطنية للدفاع عن المعتقلين السياسيين بمراكش في 20 دجنبر 2009.
هذا هو السياق السياسي والنضالي الذي جاءت فيه مبادرة أحد مناضلي أوطم بوجدة للدعوة لتنظيم ندوة حول "الاعتقال السياسي و العنف" استجابت لها خمسة فصائل طلابية وقررت بعد اجتماعين تحضيرين تنظيمها بمراكش يوم 23 مارس 2010 تحت شعار « الاعتقال السياسي والعنف في صفوف الحركة الطلابية و آفاق توحيد الفعل النضالي الطلابي». وهذا هو السياق الذي جعل انعقاد هذه الندوة ممكنا. وهي الندوة التي تهدف الى تعميق النقاش المسؤول والرفاقي بين الفصائل المناضلة حول موضوعين لا ريب في مركزيتها في السياق السياسي والنضالي الراهن؛ عنينا القمع السياسي، بصفته عقبة موضوعية بوجه تطور حركة طلابية جماهيرية، ومشكلة العنف في علاقات القوى السياسية العاملة في الجامعة بصفته عقبة ذاتية 
.
 نحو نضال جماهيري و موحد من أجل الحريات النقابية والسياسية

يتزايد ارتهان الاقتصاد المغربي بالدواليب الامبريالية و اشتداد الهجوم اقتصاديا و اجتماعيا بخوصصة قطاعات هامة (الصحة، النقل، السكن، التعليم...) و تعميم الفقر و البطالة و الأمية و التهميش. و طبيعي ان يتزامن تزايد جشع الدولة البرجوازية التابعة وأرباب العمل لتمرير المزيد من الإصلاحات و المخططات المعادية لمصالح الكادحين مع الرفع من حدة القمع والتنكيل بالحركات الاحتجاجية. كما يتجه الوضع السياسي بالمغرب الى مزيد من تشديد النظام لقبضته الحديدية بعد نوع من التليين الذي كان ضروريا خلال فترة انتقال الحكم. وهو ما يترجمه سعي النظام الى إعداد ترسانة قانونية ملجمة للحريات (مشروعي قانون الإضراب والنقابات و قانون الصحافة...) و تنظيم حملات قمع و اعتقال و محاكمة مناضلي الحركة الاجتماعية عرفت مدها في الهجوم البربري والدموي على مدينة ايفني، والتنكيل بالمناضلين من اجل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وبالصحافة حتى البرجوازية منها وبكل قوة سياسية تريد ان تغرد خارج السرب الذي تقوده الاوتوقراطية 
.
والحركة الطلابية بدورها لم تسلم من الهجوم الذي يؤطره ما يسمى ميثاقا وطنيا للتربية والتكوين والهادف لضرب ما تبقى من الطابع الجماهيري والمجاني والمعرفي والعمومي للجامعة المغربية، وتوطيد أسس جامعة انتقائية نخبوية تحت قبضة رأس المال وخاضعة لمنطقه ومتطلباته. و بدورها عرفت المقاومة الطلابية على جنينيتها قمعا أهوج ممنهجا يعبر أساسا عن خشية النظام من ان تلعب النضالات الطلابية، متى تقوت وتوحدت وطنيا، دور مفجر بارود الاستياء الشعبي ومخصب لنضالات الشعب المغربي بمنظورات جذرية -لا سيما وان القوى المناضلة بالجامعة اليوم في إطار اوطم لا تنقصها هذه المنظورات-، وهو الدور الذي لعبته الحركة الطلابية تاريخيا في محطات عديدة منها انتفاضة 23مارس 1965 بالمغرب وماي 68 بفرنسا. ويزيد من سعار قمع النظام أن الحركة الطلابية تواجه آلة البطش البرجوازي محرومة من أي دعم أو تضامن فعلي ونضالي من قبل القوى السياسية أو الحركة النقابية بحكم أن قيادتها موالية أو متعاونة مع النظام أو لا موقع لها بالحركة الطلابية. هذا إذا استثنينا مجهودات الحركة الحقوقية ولجن التضامن المحلية والوطنية التي لا زالت في حاجة ماسة الى مزيد التطوير وإضفاء الطابع الميداني والجماهيري عليها. كما أن ضعف المقاومة الطلابية وضعف جماهيريتها وطابعها المحلي وغياب تقاليد التضامن النضالي الفعلي بين المواقع الجامعية يساهم في جعل موازين القوى في غير صالح الحركة الطلابية في مواجهة القمع 
.
كل هذا يجعل النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية(حرية تنظيم الانشطة النقابية والسياسية بالجامعة ورفع العسكرة وإطلاق سراح المعتقلين وقف المتابعات وتحسين ظروف الإعتقال...) أحد المحاور الرئيسية للنضال الطلابي اليوم. وهو نضال يندرج في إطار كفاح كادحي المغرب وكادحاته من أجل الظفر بالحرية السياسية. ولكي تنهض الحركة الطلابية بدورها كاملا في هذا النضال ينبغي:
1. تقوية وتوحيد المقاومة الطلابية والسعي إلى أوسع مشاركة ديمقراطية للطلاب-ات تصون حق الطلاب-ات في التقرير والتسيير بما يسمح بتعديل ميزان القوى لصالح الحركة الطلابية والحركة الإجتماعية عموما.
2. السعي إلى أوسع وحدة في النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية بين المواقع الجامعية وذلك عبر:
-
تنظيم دعم وتضامن مادي وميداني ونضالي مع معتقلي الحركة الطلابية ومع النضالات التي يخوضها معتقلو أوطم من داخل السجون بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. بما في ذلك اعتبار أيام تقديم المعتقلين أمام محاكم الرجعية أياما وطنية للتضامن والاحتجاج و تنظيم قوافل طلابية وطنية لحضور المحاكمات على الأقل في جلساتها المخصصة للمداولة.
-
التفاعل النضالي والايجابي مع كل المقترحات النضالية الجدية التي قد يطلقها أي موقع جامعي في مواجهة القمع أو أي معتقلين سياسيين.
3. السعي إلى أوسع وحدة في النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية مع باقي قوى النضال الرفيقة:تلاميذ،معطلين،شغيلة ومفقرين بالمدن والقرى. لاسيما دعم جميع المبادرات النضالية ضد القمع البوليسي والاعتقال (لجن المعتقل، لجن العائلات، لجن التضامن المحلية والوطنية، لجن شبيبية..) والسعي إلى أوسع تنسيق نضالي وميداني بينها ومعها .
.
4.   وعلى الحركة الطلابية وفصائلها اليسارية المناضلة ألا تتردد في إعلاء راية التضامن النضالي والميداني مع النضالات العمالية والشعبية بل وان تكون المبادرة إلى ذلك وأن تعمل على فتح الجامعة من تحت في وجه مناضلي الحركة الاجتماعية في مواجهة الفتح من فوق الذي تسعى إليه الدولة البرجوازية. إن هذا«الفتح من تحت» هو احد المداخل الهامة لدمج النضال الطلابي والعمالي وتجسيد أواصر التضامن والنضال المشترك مع قوى النضال الرفيقة من حركة تلاميذية وجمعية معطلين و نقابات عمالية على أرضية المطالب المشتركة لاسيما الحريات النقابية والسياسية والدفاع على الحق في التعليم والشغل والتنظيم.

ضد الاحتراب والعنف الفصائلي .. دفاعا عن الديمقراطية

قبل الحديث عن العنف بين مكونات الحركة الطلابية ينبغي التأكيد على أن العنف الرئيسي الذي ينبغي مواجهته هو عنف الدولة ضد الحركة الطلابية و ضد مجمل الكادحين. فالدولة باعتبارها أداة للسيطرة الطبقية هي، في كل بلاد رأس المال ودائما، أداة قمع وعنف وإرهاب هدفه الحفاظ على الوضع القائم وضمان مواصلة مراكمة الرأسماليين للأرباح وكبح كل صبوات العمال والكادحين في التحرر. وتزداد حدة هذا القمع في بلد كالمغرب نظرا للطبيعة الديكتاتورية للنظام القائم. فالدولة المغربية في دفاعها عن مصالح الطبقات المالكة وصراعها ضد الكادحين تمارس عنفها بشكل دائم قد تختلف حدته حسب الظرفية السياسية. والجماهير الشعبية من جهتها ومن اجل تحسين شروط حياتها ترد بالنضال والاحتجاج والتمرد العنيف أحيانا. هذا الصراع بين من هم فوق ومن هم تحت يصل حدته في ظل وضع ثوري، حيث تتواجه الثورة والثورة المضادة وجها لوجه، وتنطرح على جدول أعمال الجماهير الثائرة مسالة التحرر الشامل في أبعاده الملموسة أي مسألة حسم السلطة السياسية عبر الانتفاضة المسلحة. وهذه الانتفاضة المسلحة التي يخوضها الشعب الثوري المسلح هي وَلاَّدَة المجتمع الجديد القادم وهي ما يسميه الماركسيون بالعنف الثوري 
.
غير أن الحركة الطلابية لا تعاني فقط من قمع الدولة المنظم اتجاهها بشقيه:القمع الخالص والاحتواء الايديولوجي. فقد عرفت بداية التسعينات نوعا آخر من العنف الممنهج نيابة عن الدولة قادته عصابات قوى الرجعية الدينية ضد اليسار الطلابي. ويشهد كل تاريخ الحركة الطلابية المغربية على أن العنف لم يكن أبدا وسيلة منهجية لتصفية الخلافات السياسية إلا مع غزو قوى الرجعية الدينية للجامعة بمباركة وحماية وتشجيع من النظام المغربي. وقد لعب القاعديون دورا كبيرا في مواجهة المد الرجعي بالساحة الجامعية من موقع الدفاع المشروع عن النفس وعن الإرث التاريخي الكفاحي والتقدمي للإتحاد الوطني لطلبة المغرب نتج عنها استشهاد المعطي بوملي وأيت الجيد بنعيسى والعديد من الجرحى والمعتقلين. ومع بروز الخلافات الداخلية وسط القاعديين وقع انزلاق تدريجي ثم منهجي نحو توجيه الأدوات القاطعة التي استعملت للدفاع المشروع عن النفس، لحل الخلافات الداخلية فيما بينهم ومع مكونات سياسية أخرى فيما بعد، نتج عنها هي الأخرى عشرات العاهات المستديمة بل وحتى اغتيال الحسناوي والساسيوي في صراع أحد مكونات القاعديين مع الحركة الثقافية الأمازيغية 
.
هكذا، فالعنف الذي مارسته قوى الرجعية الدينية عنف رجعي ممنهج وواع، ومنسجم مع مرجعيتها السياسية الرجعية القروسطية، بمباركة الدولة هدفه الأساسي تصفية اليسار باسم محاربة الإلحاد. بينما العنف الذي ساد منذ أواسط التسعينات والذي قادته بعض مكونات القاعديين يندرج في سياق التيه النظري والسياسي الذي لحق اليسار المغربي عامة نتيجة سقوط وانهيار المعسكر الشرقي. وفي ظل غياب برنامج ثوري و فهم متماسك لمتطلبات النضال الطلابي ولعلاقته بالنضال الاجتماعي العام أصبح العنف مقياسا للتجذر والإنتماء للمعسكر الثوري. و نتج عن انحسار التقاليد الديمقراطية في الحركة الطلابية بعد أزيد من عشر سنوات على المؤتمر 17 لأوطم، تبلور نزعة عصبوية متطرفة واستبدالية تحل الذات محل الجماهير وتقصي وترفض وتخشى أي تعدد سياسي. وعلى الدوام عجزت التيارات اليسارية التي تتبنى العنف آلية لحل الخلافات السياسية بين التيارات الطلابية عن الدفاع عن موقفها جهارا. إن تهربها من مسؤوليتها تعبير عن تبنيها لموقف لا يمكن الدفاع عنه سواء بالإرتكاز إلى تاريخ الحركة الطلابية الحافل بالدروس في تنظيم الصراع الفكري والبرنامجي وفق التقاليد الديمقراطية. ولا سند له إطلاقا في التراث الماركسي أو حتى تراث اليسار الثوري المغربي الذي لم يناد يوما ولم يسع الى مواجهة إصلاحيي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية أو تحريفيي التحرر والاشتراكية باستعمال الأدوات القاطعة بل بالسعي إلى كسب الجماهير للطريق الثوري 
.
إن العنف المنظم الذي يبادر به أي مكون طلابي ضد أي مكون أخر، آيا تكن مبرراته، هو عنف رجعي ووجه آخر مكمل لعنف الدولة، عن وعي أو غير وعي، وذلك بالنظر لنتائجه المدمرة وأهمها :
 
-كبح ما تبقى من حريات سياسية ونقابية بالجامعة وحرمان الطلاب-ات والعديد من المكونات السياسية من الحق في العمل السياسي والنقابي بالجامعة. وبالتالي كبح النقاش السياسي الذي لا غنى عنه لتطوير الوعي السياسي للطلاب-ات.
-
تنفير الطلاب من النضال ووأد معاركهم الجنينية بدل دعمها والسعي لتقويتها وتوحيدها. وبالتالي مساعدة النظام في هجومه على التعليم الجامعي.
-
اعطاء النظام مُسَوِّغا لتجريم نضالات الطلاب وعسكرة الجامعات بمبرر ’’حفظ الأمن وحماية الطلاب من عصابات إجرامية ’’.

نحو تدبير سليم للخلافات السياسية بين مكونات اليسار الطلابي

يقف اليسار المناضل بالساحة الجامعية أمام مهمة تاريخية و مركزية هي المساهمة في بناء منظمة النضال الطلابي أوطم ديمقراطية وكفاحية ومنخرطة في النضال العام ضد نظام الاستغلال والاستبداد. و هي مهمة تفترض أوثق تعاون نضالي وميداني على المستويين المحلي والوطني وكذا تنظيم الصراع الإيديولوجي والبرنامجي على أسس ديمقراطية سليمة. وما يتطلبه ذلك من ضرورة نبذ واضح وصريح ومسؤول للعنف والإحتراب الفصائلي اليساري وإدانة مرتكبيه بكل حزم وإعادة إحياء التقاليد العريقة لأوطم. واي موقف غير ذلك يعني المساهمة في تعميق أزمة الحركة الطلابية وإسداء خدمات مجانية للنظام في الحاق هزائم اخرى بها 
.
في العلاقة مع المكونات السياسية الأخرى

إن المهمة التاريخية المشار إليها أعلاه تقتضي من اليسار المناضل الإعلان الواضح والمسؤول عن عدم استعمال العنف ضد المكونات السياسية الاخرى الا دفاعا عن النفس. إن هكذا موقفا صريحا وواضحا هو الركيزة الأساسية لتنظيم دفاع مشترك كلما تعرض احد الفصائل اليسارية لأي شكل من اشكال العنف من قبل اي كان. إن معركتنا كيسار ثوري ضد قوى الرجعية الدينية هي معركة سياسية لا هوادة فيها، ولا تقتصر على الجامعة فقط وهدفها هو نزع الجماهير الطلابية بالجامعة والشعبية خارجها من التأثير الإيديولوجي والسياسي لهذه القوى، وكسب هذه الجماهير للنضال الثوري ضد نظام الاستغلال والاستبداد. وهو نفس الموقف الذي ينبغي اتخاذه إزاء كل القوى التي تسعى، بوعي او بغير وعي، الى ازاحة الصراع عن مجراه الحقيقي: الإصلاحية، الليبرالية، البيروقراطيات النقابية، الحركة الامازيغية بمكوناتها 
.
إن النضال من أجل الحريات السياسية و النقابية لا يستقيم الا بالنضال ضد كل مظاهر التسلح بالساحة الجامعية .فالادوات القاطعة ليست بأي حال الوسيلة المناسبة و الفعالة لمواجهة العسف البوليسي ، انها بالعكس وسيلته المساعدة . و قد أشرنا سابقا الى الدور المخرب الذي يلعبه الاحتراب الفصائلي في واد أية امكانية لبناء حركة جماهيرية جبارة قادرة على تعديل موازين القوى لصالح الحركة الطلابية في نضالها من أجل هذه الحريات و من أجل تعليم عمومي جيد و مجاني. و طالما استمرت الأسلحة البيضاء بالجامعة فستستعمل آجلا أو عاجلا ضد مكونات أخرى بل و أيضا لحسم حتى الخلافات الداخلية لمستعمليها كما دلت التجربة على ذلك سابقا. و كل من يعتقد أن أدواته القاطعة تكفيه لمواجهة بطش آلة القمع البورجوازية إنما يتهرب من الاضطلاع بالمهمة الصعبة المتمثلة في العمل المضني و الدؤوب لأجل إيقاظ المارد الطلابي بكل قوته و جبروته 
.
إننا واثقون أن سعي الفصائل الطلابية إلى الاجابة عن متطلبات النضال الطلابي وسيرورة تطور هذا النضال بالذات ستؤدي حتما إلى تجاوز إشكالية العنف الفصائلي الدخيلة على تراث أوطم وإعادة اختراع الديمقراطية من جديد. و نحن واثقون أيضا أن هذه الندوة، بغض النظر عن نتائجها العملية المباشرة و بصرف النظر عن الخلافات الحالية في وجهات النظر، هي خطوة تاريخية نوعية على درب تعميق النقاش حول سبل تقوية المقاومة الطلابية و توحيدها.
فليتواصل النقاش و لتتوسع دائرته..وليتواصل النضال
الطلبة الثوريون
23 مارس 2010