الجمعة، 28 يناير 2011

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب- لجنة المتابعة لتوصيات ندوة 23 مارس بلاغ تضامن مع الشعبين التونسي و المصري

لقد نجح الشعب التونسي عبر ثورته في الاطاحة بأحد أعتى الديكتاتوريات البوليسية في شمال افريقيا ،كما فتح هذا الانتصار آفاقا جديدة لنضالات الجماهير الكادحة بالمنطقة،فلم يعد تحررها من نير الاستبداد مستحيلا،فها هم الشعب المصري يسير على خطى نظيره التونسي حيث يواصل انتفاضته في وجه نظام مبارك مطالبا برحيله و الالتحاق بالرجعي بنعلي،واذ نهنئ الشعب التونسي على انتصاره الجزئي هذا على النظام التبعي القائم بالبلاد،كما نحيي كذلك الشعب المصري على انتفاضته المجيدة، نعلن للرأي العام ما يلي:
*دعمنا المطلق و اللامشروط للشعبين التونسي و المصري.
*نحي الشباب التونسي تلاميذ و طلبة من داخل الاتحاد العام لطلبة تونسوالمعطلين على دورهم الريادي في الثورة.
*نحييه أيضا على استمراريته في النضال من أجل تحقيق مطالبه.
*دعوتنا لكل المناضلين التقدميين لتوحيد الجهود و رص الصفوف لقيادة الجماهير الكادحة نحو التحرر.
*دعوتنا التيارات الطلابية التقدمية لتنظيم أنشطة بالجامعات تضامنا و دعما للثورة التونسية و الانتفاضة المصرية.
*دعوتنا الشباب المغربي بالجامعة لاستخلاص الدروس و العبر من الثورة التونسية.
لجنة المتابعة لتوصيات ندوة 23 مارس 2010.
28 يناير 2011

الأربعاء، 12 يناير 2011

بلاغ لجنة المتابعة الاوطامية


الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
لجنة المتابعة الاوطامية





بلاغ



عقد بتاريخ 30 دجنبر 2010 اجتماع لجنة المتابعة الاوطامية الوطنية، لمناقشة أوضاع الحركة الطلابية وما تعرفه من هجوم على مكتسباتها من طرف النظام القائم عبر مخططاته واخرها المخطط الاستعجالي، وما يطرحه ذلك من مهام نضالية على عاتقنا، كما تمت مناقشة الدور الذي يمكن ان تلعبه الحركة الطلابية داخل الحركة الاحتجاجية بشكل عام، وهكذا تم تسطير برنامج نضالي يتضمن مجموعة من النقط وهي كالتالي :

* تنظيم ندوة وطنية حول "المخطط الاستعجالي" بموقع اكادير يوم 23 مارس 2011
* الحضور والمساهمة في الندوة المنظمة من طرف اللجنة المحلية للتضامن مع المعتقلين السياسيين بمراكش يوم 9 يناير 2011 حول موضوع "الحريات السياسية والنقابية"
* الحضور والمساهمة بكلمة في مؤتمر الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب الذي سيعقد ابتداءا من يوم 28 يناير 2011
* تعليق سبورة حائطية خاصة بلجنة المتابعة

كما سجلت في اجتماعها تضامنها المطلق واللامشروط مع كافة المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم عضو لجنة المتابعة الرفيق محمد المؤدن، بالاضافة إلى توجيه تحية عالية إلى عائلة الشهيد عبد الرزاق الكاديري ودعوة كل المناضلين التقدميين لتخليد ذكراه سنويا، كما وضعت اللجنة برنامج ندوتين لم يحدد بعد تاريخهما حول "القضية الامازيغية "وكذلك "الاعتقال السياسي والحريات الديمقراطية".
وفي الاخير ندعو كافة التيارات التقدمية للإنخراط في هذا العمل الوحدوي على أرضية مبادئ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

وعاش اوطم تقدمي ديمقراطي جماهيري ومستقل
لجنة المتابعة الوطنية في 30/12/2010

كلمة فصيل الطلبة القاعديين التقدميين في الندوة الوطنية بمراكش


إن الخطوات المتقدمة التي قطعتها الحركة الطلابية المغربية على درب تثبيت هويتها الكفاحية والتقدمية والتصدي لمخطط الإصلاح الجامعي والمساهمة في الصراع الاجتماعي العام تضعها على عتبة مرحلة جديدة من تاريخها الراهن، تتطلب منها الادراك العميق لمتطلبات المرحلة، ورصد الأفاق الكفيلة بجعلها تأخذ موقعها في الصراع، كرقم له وزنه السياسي في كل المحطات التي عرفها المخاض المستمر لحركة التحرر الوطني، وهذا ما لم يتم إلا من خلال إعادة النظر في مختلف الضوابط التي حكمت العلاقات بين أطراف الحركة الطلابية (اعتبارا لكون هذه الضوابط قد تشكل عنصر تأزيم داخلي حين لا تجد أطراف الحركة منطقا سليما للتعايش)، بالشكل الذي يؤسس لمرحلة جديدة تتجاوز فيها الحركة الطلابية مأزقها الراهن وتنفتح على افاق أوسع.
وعلى ضوء ما تقدم، انخرط الطلبة القاعديون التقدميون في النقاشات الأخيرة حول توحيد صفوف الحركة الطلابية، مستحضرين رصيدهم الحافل بمبادرات العمل الوحدوي مع الأطراف المناضلة داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ومحاولين في الوقت ذاته مجموعة من النقط التي يمكن أن تنتصب معرقلا لهكذا وحدة.
في هذا السياق تأتي المشاركة في الندوة الوطنية حول موضوع "الاعتقال السياسي، العنف في صفوف الحركة الطلابية وافاق توحيد الفعل النضالي الطلابي" تجسيدا للالتزام المبدئي بالعمل مع كل الأطراف الديمقراطية والتقدمية بما يجعل مصلحة الحركة فوق كل اعتبار. في الاعتقال السياسي إن الاعتقال السياسي باعتباره شكلا من أشكال العنف الطبقي الرجعي، أي شكلا مميزا لممارسة الصراع الطبقي من موقع السيطرة على الدولة، لن يستقيم فهمنا له إلا على أرضية تحديد سياسي/طبقي. فتناقض مصالح الطبقات في مجتمع ما يولد دوما اتجاه هذا التناقض إلى مرحلة التصادم تستعمل فيه الطبقات المتصارعة أدواتها وأشكالها الخاصة بها في الدفاع عن مصالحها وتأمين وجودها، ومن بين الأشكال التي تلجأ إليها الطبقات السائدة هو توظيف الدولة وأجهزتها القمعية في مقاومة تطور الصراع الطبقي من موقع نقيضها، وما الاعتقال سوى أحد أشكال تصريف عنف الدولة الطبقية، يظل ملازما للصراع إلى أن يستنفذ امكانياته مفسحا المجال لأشكال العنف الأخرى الأكثر ضراوة وفعالية.
من هنا نفهم المحتوى الطبقي لقضية الاعتقال السياسي، ومعه يتداعى كل فهم إصلاحي شوفيني يحصر الاعتقال السياسي ضمن الظواهر الاجتماعية الأخرى، ويجعل النضال ضد الاعتقال السياسي مجرد نضال قانوني، أي نضال من أجل تطبيق القانون، ناسيا بذلك أنه حتى في حالة تطبيق القانون فإن الصراع الطبقي لن يتوقف وبالتالي يستدعي الاعتقال السياسي كشكل ضروري لممارسة الطبقات السائدة. (الكلمة الممانعة)
وقد كان الاعتقال السياسي على وجه الخصوص والجريمة السياسية عموما سمة ميزت التاريخ المعاصر للحركة الطلابية المغربية (65-72-81-84- التورط المكشوف للنظام في اغتيال ايت الجيد محمد بنعيسى والمعطي بوملي...) وهو ما يجعل النضال من أجل فرض الحريات الديمقراطية شقا مركزيا ضمن اهتمامات الحركة (عبر النضال ضد عسكرة الجامعة والاختراقات البوليسية لحرمتها، اطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإيقاف المتابعات والملاحقات في صفوف مناضلي أوطم).
العنف في صفوف الحركة الطلابية
إن العنف الثوري الذي تحدث عنه جل المنظرين الماركسيين هو ذلك العنف الذي تلجأ إليه الطبقات الثورية داخل المجتمع، عندما يبلغ فيه الصراع الطبقي طوره الثوري، كنقيض للعنف الرجعي. خارج هذا التحديد لا يمكن اعتبار أي عنف - مهما كانت أطرافه - عنفا ثوريا.
وفي هذا الصدد فاللجوء إلى العنف لتدبير الصراع بين أطراف الحركة الطلابية لا يمكن له أن يكون أسلوبا سليما، إذ أن قيام هذا الصراع يجد جذوره في تباين المنطلقات السياسية و/أو الإيديولوجية لأطراف الحركة.
وهنا نسجل ما يلي:
-
لا يمكن لأي حركة جماهيرية إلا أن تكون مجالا للتعددية كترجمة للتعددية في الحركة الأم.
-
نفي/إقصاء أحد أطراف الحركة الطلابية هو بمثابة حرمان جزء من الجماهير الطلابية من حقها في التعبير عن ذاتها كحق تضمنه مبادئ وأعراف الإتحاد الوطني لطلبة المغرب.
على ضوء هذه المعطيات، وتوخيا منه تدبير الاختلاف في صفوف الحركة الطلابية، انفرد التوجه الديموقراطي بطرح قانون لا يمكن الطعن في علميته، والمعبر عنه في قانون وحدة-نقد-وحدة التي هي التعبير – إن شئنا التبسيط – مبدئي عن وحدة الانتماء بالنسبة لأطراف الحركة الطلابية، وحدة قائمة موضوعيا يفترض فيها أن ترقى إلى وحدة ذاتية يكون فيها برنامج الحد الأدنى ضابطا لها وموجها لعمل مشترك ينبني أولا وأخيرا على خدمة مصلحة الحركة الطلابية وذلك عبر حلقة النقد التي تنقل الوحدة من وضعها الأدنى أي الموضوعي إلى الأرقى أي البرنامجي. هذا النقد الذي يؤسس تفاعلا برنامجيا دائما بين الأطراف في إطار التعاطي مع قضايا وأوضاع الحركة الطلابية، وبالتالي سيشكل مسارا نحو انتاج الصيغ المفترضة للعمل المشترك. ( الأرضية السياسية والتنظيمية لفصيل الطلبة القاعديين التقدميين)
الأفاق المستقبلية للنضال الطلابي
إن الحديث عن الحركة الطلابية الآن هو الحديث عن أزمتها الراهنة وإمكانات تجاوزها، أي الأزمة، وهو ما يتطلب التحديد الدقيق لطبيعة الحركة الطلابية (مجال الحركة، موضوع الحركة، ذات الحركة...)ومن تم الخوض في التشخيص لأزمتها التي هي أزمة يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي.
وقد أكدت التجربة أن الحركة الطلابية تختزن قدرات هائلة تؤهلها للمساهمة من موقعها في إحقاق التعليم المنشود، إن وجد مناخ أكثر انفتاحا و ديمقراطية داخل أوطم قصد الوصول إلى إنتاج عمل وحدوي فعلي قادر على:
-
فرض الحريات الديمقراطية و صيانة حرمة الجامعة و وقف المتابعات...
-
النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
-
التصدي لمخطط الإصلاح الجامعي.
-
النضال من أجل إصلاح تعليمي بديل يستجيب لطموحات أبناء الجماهير الشعبية.
-
الإسهام في خلق وعي ثقافي بديل وفضح وتعرية كل الثقافات الرجعية والظلامية، والكشف عن الجوانب المطموسة في ثقافة شعبنا خصوصا في شقها الأمازيغي.
-
التعريف بواقع الفئات المضطهدة، والانخراط في كل أشكال المجابهة الطبقية وتجسيد مواقف أوطم في القضايا العادلة.
مراكش في 23 مارس 2010

أرضية النهج الديمقراطي القاعدي مراكش- لندوة 23مارس الطلابية


لقد خاضت الجماهير الشعبية ببلادنا خلال السنوات الماضية نضالات واسعة، قدمت خلالها التضحيات الجسام، واستطاعت أن تطرح قضاياها على جموع مناضلي الشعب المغربي وقد كانت الحركة الطلابية في طليعة النضالات والتضحيات، فقدمت ومازالت تقدم خيرة مناضليها لسنوات الاعتقال والاستشهاد، كما سارة الحركة الطلابية نحو الأمام ودلك من خلال مبادرة الرفاق من داخل موقع مراكش والمتمثلة في الاتجاه نحو بناء حركة طلابية قوية مكافحة وموحدة على الصعيد الوطني، ولقد انطلقت مند زمن غير بعيد مجموعة من النقاشات بين مناضلي الشعب المغربي والجماهير الطلابية بصدد مسألة الوحدة إلا أن هده الصيرورة تعرف مجموعة من الانعطافات وتتطلب المزيد من بدل الجهود من اجل الوصول إلى الهدف المنشود.
لقد اشتد هجوم الامبريالية العالمية ضد شعوب العالم، واشتدت حدة هجوم العملاء المحليين ببلادنا، حيث خاضوا مجموعة من الحملات القمعية في حق الشعب بكل فئاته بعد أن أتبت الواقع مدى فشل كل الأسلحة الأخرى في القدرة على تكبيل الجماهير، فباتت لغة الاختطافات والمداهمات والاعتقالات هي لغة السياسية الوحيدة القائمة لهده الانتفاضات العارمة لتأخذ الجماهير موقعها في الصراع وتنخرط في ظل ما هو متعلق بالنضال العنيف دفاعا عن مطالبها العادلة و المشروعة من خلال انتفاضات عنيفة متسعة الرقعة ومتباعدة زمنيا كبدت النظام خسائر فادحة سياسيا بالدرجة الأولى (لتكسير كافة الشعارات التي يتغنى بها النظام).
عندما تم منع الجماهير من التعبير عن أرائها ومورس تكميم الأفواه على أوسع نطاق، باتت ملحا حية النضال على من اجل رفع المنع والحظر الممارس في حق الجماهير. ادن فتقدم الجماهير نحو تحصين مكتسباتها المادية وتحسبن شروط عيشها من اجل التقدم في نضالها ضد أعدائها لابد أن يخضع للنضال من اجل الحريات السياسية والنقابية، لقد قدم الشعب المغربي في غمرة هدا النضال، عشرات بل ومئات المعتقلين السياسيين، والنضال من اجل الحريات السياسية والنقابية من اجل فرض هده الحريات بالقوة المادية عبر دك أركان النظام القائم.
إن مركز صراع الجماهير الشعبية ضد النظام القائم هو مطلب الحريات النقابية والسياسية، وهي خلاصة لم نكل لنتوصل إليها لولا خوض الجماهير الشعبية نضالات عنيفة من أجل الماء والكهرباء والمواد الأساسية، التعليم ....
إدا كان مطلب الحريات مركزا لصراع الشعب ضد أعدائه، فانه بالضرورة مركز للصراع في كافة حقول الصراع الطبقي، ومن بينها حقل التعليم، الذي يشهد صراعا ضاريا بين أبناء العمل والفلاحين وباقي المضطهدين ضد ممثلي النظام في هدا الحقل. لقد نجحت زمرة العملاء المحليين في دفع مجموعة من القطاعات نحو الخوصصة، لكنها عجزت عن فعل الشيء نفسه في قطاع التعليم ، ودلك نتيجة لصمود الحركة الطلابية حتى في أحلك الظروف العالمية والمحلية في تحصين حق أبناء الشعب المغربي في التعليم من داخل الجامعة، هدا من جهة ، وأمامنا جهة ثانية، أخدت الحركة الطلابية تنحوا منحى في نضالها الواسع الأفاق، يشهد أن مساره هو الالتحام بالعمال والفلاحين فقد كان حضور الطلاب وازنا في خضم نضالات الشعب المغربي دفاعا عن الصحة والسكن وضد غلاء الأسعار.... كما كان تطور النقاش حول وحدة الحركة الطلابية رغم محاولة النظام إلى ضرب الحركة ونسف أي نشاط أو تحرك هادف إلى تقوتها ووأد أي نقاش حول وحدتها، يفرض على الحركة التصدي لهدا الحضر الممارس عليها والنضال من اجل الحريات السياسية والنقابية داخل الحركة الطلابية هو تعبير عن نضال الشعب المغربي من أجل الحرية السياسية في حقل التعليم.
وقد تصدت الحركة الطلابية لكل تجليات الحضر من مرحلة الثمانينات بعد نزول جهاز الاوكس من داخل الجامعات مرورا بتسطير البرنامج المرحلي الذي يؤكد في نقطته الثانية على ضرورة العمل على رفع الحضر العملي على أوطم ، وقد جسدت الحركة الطلابية في تصديها لجهاز الاوكس وتجليات الحضر المتمثلة في القوى الظلامية والشوفينية. وإيمانا من المناضلين أن رفع الحظر العملي على الحركة الطلابية والجماهير الشعبية لن يتحقق دون دك بنية النظام القائم، وانخراط الحركة الطلابية إلى جانب العمال والفلاحين، " فلا يمكن للحركة الطلابية أن تتجاوز الأحكام العرفية وسياسة التقتيل التي تتهجها الشرطة ورجال المخابرات والمسؤلون وعديموا الشرف في ميدان التعليم إلا إدا تناسقت مع نضالات العمال والفلاحين، والجنود" ماو.
حول النضال من اجل الحل السليم للتناقضات داخل UNEM
عندما تطرقنا في البداية إلى نقطة أساسية في نضال الحركة الطلابية في المرحلة، لان كافة شرفاء هدا الوطن لا يختلفون حول ضرورة النضال من اجل الحريات السياسية والنقابية ومن جهة أخرى لان ضرورة طرح مختلف الأفكار أمام الجميع بغية دعم الصحيحة وطرد كل الأفكار الخاطئة ومحاربة النزاعات الذي تكبد مستقبل الحركة، ثانيا بهدف ترجمة الأفكار الصحيحة التي أتثبت نفسها في بحر صراع إيديولوجي ايجابي إلى برامج عملية محددة قابلة للتقييم في كل وقت، بهدا الأسلوب بإمكان الحركة الطلابية أن تخطوا نحو الأمام، وتحقق تقدما في نضالها الآني والاستراتيجي.
إن مسألة " العنف داخل الجامعة" أولا نعتبر هده الصيغة غير صالحة وغير ملائمة لندوة أو حتى لأي شيء آخر، لأنها تضع في سلة واحدة جميع التناقضات داخل الجامعة أو لنقل أنها تتعامل مع جميع التناقضات الموجودة داخل الجامعة بنفس المقاس، فعند الحديث عن الجامعة المغربية يجب أن لا يغيب عن تفكيرنا أبدا إنها تضم تيارات سياسية وقوى نعتبرها من أعداء أوطم ( القوى الفاشية بصيغتها الظلامية او الشوفينية), إن هده القوى تشكل بالنسبة للنهج الديمقراطي القاعدي تجليا من تجليات الحضر العملي وجب العمل والنضال صدها على كافة الواجهات وبجميع الوسائل.
أما النقطة الثانية فيما يخص باقي القوى الأخرى التي تعمل وتمارس نشاطها النقابي والسياسي داخل الحركة الطلابية وداخل الجامعة المغربية، والتي تؤمن بمبادئ أوطم ولا تساهم في تصريف أزمة الرجعية على حساب الجماهير، فان التناقضات معها نعتبرها تناقضات في صفوف الشعب ويجب التعاطي معها وحلها من هدا المنطلق. ادن يجب أن ندرك كون الجامعات تتضمن قوى أوطامية تحت إطار أوطم وقوى فاشية تمثل مصالح الرجعية، لدلك فحل التناقضات بين الحركة الطلابية وكافة ممثلي الرجعية يحل عن طريق العنف (الحرب والمواجهة العسكرية) أما التناقض وسط أوطم يحل بالصراع الإيديولوجي والنقد الذاتي والإقناع والاقتناع.
إن مسألة العنف ليست رغبة ذاتية بل هي إفرازات شروط موضوعية التي تتحكم في مسار تطور الحركة، و تبقى مسالة الحل السليم للتناقضات مرتبط بالأطراف المتناقضة فحداري أن نرفع شعار" نبد العنف داخل الجامعة" دون فهم واستيعاب مضمونه الذي يعبر عن إحدى هجومات النظام القائم وأذياله اتجاه الحركة الطلابية، ودلك من أجل المزيد من فرض الحضر العملي على أوطم وإعطاء " الشرعية" لأعماله الإجرامية في حق الجماهير الطلابية وتلفيق التهم لمناضليها ، فخدام البرجوازية وعملائها يتهمون الشعب دائما عندما ينتفض بنهج "أسلوب العنف" ، وكأنه اختيار بالنسبة للجماهير بل عكس دلك هو نتاج احتدام الصراع بين الجماهير والنظام القائم ووصوله إلى مستوى أرقى من ذي قبل, ويعتبر العنف درجة متطورة من الصراع السياسي فعندما تصل التناقضات إلى مستوى أرقى يستعصي حلها بعد دلك تنتقل من تناقضات غير تناحري إلى تناقضات تناحرية .
فعندما تصل التناقضات وسط الحركة الطلابية إلى مستوى أن احد الأطراف الاوطامية يصارع من اجل تثبيت خلاصات ذات مضمون رجعي، ويباشر ممارستها غير مكترث بمصالح الجماهير، ففي هدده المرحلة انتقل إلى صفوف العدو ويعمل على ضرب وتصفية مبادئ أوطم، فان هده المرحلة قد تحول هدا التيار من تيار تقدمي إلى تيار رجعي, أما بالنسبة للحل السليم للتناقضات في هده المرحلة هو التصدي عن طريق العزل الجماهيري وفي مراحل متطورة العنف من اجل الدفاع عن مصالح الجماهير، وتكون مسألة العزل عن طريق صيرورة طويلة من الصراع الإيديولوجي الايجابي ضد الأفكار الخاطئة والفضح الجماهيري لهده الأفكار، وتتجسد هده النقطة في النقطة الثالثة من البرنامج المرحلي وهي مواجهة البيروقراطية .
لدا فمسالة العنف ليست مسألة نبد أو تبني بل عكس دلك هي مسألة مدى استيعاب التناقضات ومدى إشراك الجماهير في كافة القضايا والصراعات التي تفرزها الحركة، ومن اجل إعطاء المضمون السليم لحل التناقضات والمضمون السليم لخط الجماهير. ادن هدا المبدأ قد صاغه قبلنا الطلبة الجبهويون في المؤتمر الخامس عشر لأوطم بصيغة ماو الشهيرة : وحدة _ نقد _ وحدة , الانطلاق من الوحدة على أرضية الدفاع عن مبادئ أوطم ومصالح الجماهير الطلابية التي نجد صياغتها البرنامجية في موجهة بنود التخريب الجامعي ودمج نضالات الجماهير الطلابية بنضالات الجماهير الشعبية قاطبة، وكدا النضال ضد الحظر العملي وكل تجلياته، لكن مع إيماننا وانطلاقنا من ضرورة الوحدة على أرضية هده المبادئ، ولا يغيب عن بالنا أبدا حتمية الصراع وسط هده الوحدة ضد كل الأفكار والممارسات التي تقف حاجزا أمام مصالح الجماهير ، إن هدا المبدأ الفكري الذي نؤمن به أيضا تمت صياغته في النقطة البرنامجية الثالثة هي مجابهة البيروقراطية مهما كان مصدرها أو لونها, إن الصراع على هده الجبهة هو صراع قاسي ومعقد حيت أن هدا التناقض الذي قد يكون ثانويا في لحطة معينة قد يصبح رئيسيا في لحظة أخرى أو العكس، أي ما هو رئيسي يصبح ثانويا.
إن كل دلك يخلق صعوبات حقيقية على المناضلين بل حتى القادة للتمييز في كل لحظة من لحظات الصراع بين التناقضات، وبغض النضر عن كل دلك هل يمكن أن يحل الصراع وسط مكونات أوطم بالعنف المسلح ؟
إن تأكيدنا على ضرورة وحدة الحركة الطلابية ووحدة الجماهير الطلابية والعمل إلى جانب التيارات والفصائل السياسية داخل أوطم ، يهدف بالدرجة الأولى _ وقبل كل شيء_ إلى التصدي لبنود التخريب الجامعي ومقاومة كل أشكال الحر العملي الذي تفرضه الرجعية وانتزاع الحق في الممارسة السياسية والنقابية داخل الجامعة لمغربية، إن هده المسألة بالنسبة لنا تختلف سياسيا عن مسألة كيفية التعاطي مع بعض التيارات السياسية حول قضايا الثورة في بلادنا، فان كنا نعمل جاهدين للمساهمة في بناء وحدة الحركة الطلابية وتقوية أواصل النضال المشترك بين مختلف المواقع الجامعية للتصدي لهجمات النظام على التعليم وعلى الحرية السياسية والنقابية داخل لجامعية، وكدا بناء جسور التواصل والنقاش الديمقراطي بين التيارات السياسية المناهضة لسياسات النظام الرجعي داخل الجامعة فان دلك لا يعني أننا لا نفصل بين القضايا السياسية العملية التي نجدها داخل الحركة الطلابية وبين القضايا السياسية التي تطرحها الثورة ببلادنا، فهده الأخيرة لها متطلباتها ووسائلها الخاصة التي نعتبرها مختلفة تماما عن تلك التي تطرحها لتقدم في صيرورة وحدة الحركة الطلابية, هناك بكل تأكيد تقاطعات كنيرة بين الاثنين، لكن هناك أيضا اختلافات جمة شكلا ومضمونا يجب أخدها بعن الاعتبار، ومن تم قد نتفق مع هده القوى أو تلك حول سبل مواجهة خطوة معينة من خطوات النظام اتجاه الحركة الطلابية، وقد نصل إلى توحيد الجهود من اجل التصدي لبند من بنود التخريب الجامعي دون أن نتفق على قضية من قضايا الثورة. إن ما هو مطروح للنقاش في المرحلة الراهنة داخل الحركة الطلابية ليس توحيد " الثوريين" كما ينادي البعض وإنما توحيد نضالات الجماهير الطلابية وبناء وحدة الحركة الطلابية الذي يمر في اعتقادنا عبر صيرورة تندمج فيها الرغبة والعمل على الوحدة والإيمان بحتمية وموضوعية الصراع، وهو ما قلناه مرارا ولازلنا نردده إلى البوم سواء من الناحية الإيديولوجية النظرية أو من الناحية السياسية والبرنامجية ودعوتنا ورغبتنا في تقديم صيرورة الوحدة إلى الأمام لا تعني تخلينا عن الصراع ضد كل ما من شأنه المس بمصالح الجماهير الطلابية, المهم هنا هو كيفية إدارة الصراع وكيفية حل هده التناقضات، بعض الرفاق يقولون بضرورة إدانة العنف مهما كان مصدره أو مبرراته، إن هده الفكرة ( بلهاء) غير سليمة، لان حتى الذي ينادي بها قد يتعرض للعنف فهل سوف يقف مكتوف الأيادي أم انه سوف يدافع عن نفسه ؟
أننا كشيوعيين لا ننفي إمكانية وصول وتطور الصراع إلى عنف مادي، لكن ما نؤمن به هو أننا لن نكون المبادرين في ممارسة العنف وإننا نعمل قدر المستطاع على أن نتجنب الدخول في صراع عنيف ماديا ضد أي فصيل أو تيار يعمل داخل أوطم، لكن دلك لا يعني أننا قد لا نرد بقسوة وبحزم ضد كل من بادر إلى استعمال العنف ضدنا أو ضد الجماهير الطلابية أيضا. دلك هو موقفنا وتلك هي قناعتنا " لا ندعو إلى ممارسة العنف ضد فصائل أوطم، وفي نفس الوقت لا ندعو إلى إدانته"
إذن فمزيدا من الحرص على التمييز بين التناقضات
مزيدا من الحل السليم للتناقضات داخل الحركة الطلابية
مزيدا من الوحدة من اجل تشتت وحدة العدو
النهج الديمقراطي القاعدي مراكش

أرضية الطلبة الثوريون في ندوة 23 مارس 2010 : نحو نضالات موحدة ضد الإعتقال السياسي...ضد العنف السياسي داخل الجامعة.



تقديـــــــــــــــم: عرفت الحركة الطلابية المغربية دينامية نضالية في السنوات الثلاث الأخيرة ردا على الهجوم الشرس للدولة المغربية على التعليم الجامعي (الإصلاح الجامعي و المخطط الإستعجالي)، وصلت هذه الدينامية أوجها في جامعات فاس وأكادير ومراكش وتازة وطنجة وامتدت إلى باقي الجامعات الاخرى (القنيطرة، وجدة، الراشيدية بل وحتى الجديدة والبيضاء والمحمدية) رافعة ملفات مطلبية مطالبة بوقف الهجوم على التعليم الجامعي (مطالب : بيداغوجية ، إدارية ، مادية و ديمقراطية...).
إنها دينامية نضالية واعدة بل وبعضها استثنائي بجماهيريتها وطول نفسها ومكتسباتها كما هو الشأن بالنسبة للنضالات الأخيرة بجامعة اكادير. لكن هذه النضالات تظل مع ذلك دون حجم الهجوم المنظم على مكتسبات الحركة الطلابية التي كلفت عقودا من النضال و التضحية. فلازالت هذه النضالات دفاعية وجنينية؛ فمعظمها ضعيف الجماهيرية وأغلبها يدور في حلقة مفرغة نظرا لكونها تتم على أرضية مطالب جزئية، ولم تستطع حتى اليوم تجاوز طابعها المحلي الضيق، ونظرا لاستمرار عزلتها عن النضالات الاجتماعية خارج الجامعة. وبالتالي فهذه الدينامية حتى الان ورغم الامال العظيمة والافاق الرحبة التي تفتحها لازالت، حتى اليوم، دون حجم الاستهداف الذي تتعرض له الجامعة المغربية وعاجزة عن تنظيم مقاومة طلابية وطنية تعدل موازين القوى لصالح الحركة الطلابية وتسمح لهذه الأخيرة بالاضطلاع بدورها في ساحة الصراع الاجتماعي بالمغرب.
هذا الوضع، مضافا اليه سيرورة الفرز السياسي الجارية في الساحة الجامعية، سمح بتبلور وعي متنام لدى أغلب المكونات اليسارية الطلابية بالساحة الجامعية بالمهام والمسؤولية النضالية والتاريخية الملقاة على عاتقها للرقي بالمقاومة الطلابية الحالية الى مستوى مجابهة جماهيرية ووطنية لمخططات الدولة في تدمير الجامعة العمومية. و قد تجسد هذا الوعي في العديد من المبادرات الصادرة عن مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب نجمل أهمها:
- رسالة 15 أبريل 2009للمعتقلين السياسيين لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي بفاس المنادية بضرورة تجاوز الصراعات الهامشية وخوض خطوات نضالية مشتركة.
-
تفاعل الطلبة الثوريون مع رسالة فاس من خلال ورقة 10ماي2009 المعنونة «تضامنا مع الرفاق المعتقلين بفاس: ليستمر النقاش الذي فتحته رسالة 15 ابريل».
-
في سابقة من نوعها، دعا رفاق النهج الديمقراطي القاعدي بفاس كل مناضلي اوطم بكل الجامعات للمشاركة بأيام المعتقل من 19 الى 22 ماي2009. وهو ما تفاعلت معه ايجابيا اغلب الفصائل الطلابية الحاضرة اليوم بالندوة. وحصل نفس الأمر في الأسبوع الموالي في ايام الشهيد التي نظمها رفاق النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش.
-
اصدار رفاق النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش لنشرة «ماي الأحمر» صيف 2009 يتضمن مواقفه من وحدة الحركة الطلابية. واصداره لبيان 16 شتنبر 2009 يتضمن مواقف جديدة بالنسبة له حول تدبير العلاقة بين المكونات اليسارية.
-
نداء الطلبة الثوريين للفصائل اليسارية في بداية الموسم الجامعي الحالي لتنظيم استقبال و تسجيل الطلبة الجدد و تعريفهم بمنظمتهم اوطم إعدادا للمعارك القادمة.
-
دعوة رفاق فاس للمواقع الطلابية باعداد تقارير حول الدخول المدرسي وهو ما استجاب له نهج مراكش وثوريو اكادير.
وعلى مستوى التضامن النضالي بين مختلف المواقع الجامعية:
- دعوة الطلبة الثوريين، في بيان صدر في 28فبارير2009 تضامنا مع معركة فاس، الى جعل ايام تقديم المناضلين الطلابيين للمحاكمة اياما للتضامن والاحتجاج وهي الدعوة ذاتها التي أيدها فيما بعد رفاق النهج بفاس.
-
تنظيم الطلبة الثوريين باكادير لأسبوع تضامني واحتجاجي مع كافة المعتقلين في مارس2009 تلاه اسبوع مشابه نظمه رفاق التوجه القاعدي بطنجة.
-
دعوة الطلبة الثوريين لمسيرة تضامنية مع معتقلي فاس وباقي المواقع الجامعية بجامعة ابن زهر بأكادير خلال ماي 2009.
-
تنظيم حملة تضامنية مع معتقلي تغجيجت و كافة المعتقلين السياسيين بجامعة ابن زهر بأكادير خلال العام الحالي.
-
الحضور النضالي للطلبة الثوريين ورفاق فاس ومراكش في القافلة التي نظمتها الهيئة الوطنية للدفاع عن المعتقلين السياسيين بمراكش في 20 دجنبر 2009.
هذا هو السياق السياسي والنضالي الذي جاءت فيه مبادرة أحد مناضلي أوطم بوجدة للدعوة لتنظيم ندوة حول "الاعتقال السياسي و العنف" استجابت لها خمسة فصائل طلابية وقررت بعد اجتماعين تحضيرين تنظيمها بمراكش يوم 23 مارس 2010 تحت شعار « الاعتقال السياسي والعنف في صفوف الحركة الطلابية و آفاق توحيد الفعل النضالي الطلابي». وهذا هو السياق الذي جعل انعقاد هذه الندوة ممكنا. وهي الندوة التي تهدف الى تعميق النقاش المسؤول والرفاقي بين الفصائل المناضلة حول موضوعين لا ريب في مركزيتها في السياق السياسي والنضالي الراهن؛ عنينا القمع السياسي، بصفته عقبة موضوعية بوجه تطور حركة طلابية جماهيرية، ومشكلة العنف في علاقات القوى السياسية العاملة في الجامعة بصفته عقبة ذاتية.
نحو نضال جماهيري و موحد من أجل الحريات النقابية والسياسية
يتزايد ارتهان الاقتصاد المغربي بالدواليب الامبريالية و اشتداد الهجوم اقتصاديا و اجتماعيا بخوصصة قطاعات هامة (الصحة، النقل، السكن، التعليم...) و تعميم الفقر و البطالة و الأمية و التهميش. و طبيعي ان يتزامن تزايد جشع الدولة البرجوازية التابعة وأرباب العمل لتمرير المزيد من الإصلاحات و المخططات المعادية لمصالح الكادحين مع الرفع من حدة القمع والتنكيل بالحركات الاحتجاجية. كما يتجه الوضع السياسي بالمغرب الى مزيد من تشديد النظام لقبضته الحديدية بعد نوع من التليين الذي كان ضروريا خلال فترة انتقال الحكم. وهو ما يترجمه سعي النظام الى إعداد ترسانة قانونية ملجمة للحريات (مشروعي قانون الإضراب والنقابات و قانون الصحافة...) و تنظيم حملات قمع و اعتقال و محاكمة مناضلي الحركة الاجتماعية عرفت مدها في الهجوم البربري والدموي على مدينة ايفني، والتنكيل بالمناضلين من اجل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وبالصحافة حتى البرجوازية منها وبكل قوة سياسية تريد ان تغرد خارج السرب الذي تقوده الاوتوقراطية.
والحركة الطلابية بدورها لم تسلم من الهجوم الذي يؤطره ما يسمى ميثاقا وطنيا للتربية والتكوين والهادف لضرب ما تبقى من الطابع الجماهيري والمجاني والمعرفي والعمومي للجامعة المغربية، وتوطيد أسس جامعة انتقائية نخبوية تحت قبضة رأس المال وخاضعة لمنطقه ومتطلباته. و بدورها عرفت المقاومة الطلابية على جنينيتها قمعا أهوج ممنهجا يعبر أساسا عن خشية النظام من ان تلعب النضالات الطلابية، متى تقوت وتوحدت وطنيا، دور مفجر بارود الاستياء الشعبي ومخصب لنضالات الشعب المغربي بمنظورات جذرية -لا سيما وان القوى المناضلة بالجامعة اليوم في إطار اوطم لا تنقصها هذه المنظورات-، وهو الدور الذي لعبته الحركة الطلابية تاريخيا في محطات عديدة منها انتفاضة 23مارس 1965 بالمغرب وماي 68 بفرنسا. ويزيد من سعار قمع النظام أن الحركة الطلابية تواجه آلة البطش البرجوازي محرومة من أي دعم أو تضامن فعلي ونضالي من قبل القوى السياسية أو الحركة النقابية بحكم أن قيادتها موالية أو متعاونة مع النظام أو لا موقع لها بالحركة الطلابية. هذا إذا استثنينا مجهودات الحركة الحقوقية ولجن التضامن المحلية والوطنية التي لا زالت في حاجة ماسة الى مزيد التطوير وإضفاء الطابع الميداني والجماهيري عليها. كما أن ضعف المقاومة الطلابية وضعف جماهيريتها وطابعها المحلي وغياب تقاليد التضامن النضالي الفعلي بين المواقع الجامعية يساهم في جعل موازين القوى في غير صالح الحركة الطلابية في مواجهة القمع.
كل هذا يجعل النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية(حرية تنظيم الانشطة النقابية والسياسية بالجامعة ورفع العسكرة وإطلاق سراح المعتقلين وقف المتابعات وتحسين ظروف الإعتقال...) أحد المحاور الرئيسية للنضال الطلابي اليوم. وهو نضال يندرج في إطار كفاح كادحي المغرب وكادحاته من أجل الظفر بالحرية السياسية. ولكي تنهض الحركة الطلابية بدورها كاملا في هذا النضال ينبغي:
1. تقوية وتوحيد المقاومة الطلابية والسعي إلى أوسع مشاركة ديمقراطية للطلاب-ات تصون حق الطلاب-ات في التقرير والتسيير بما يسمح بتعديل ميزان القوى لصالح الحركة الطلابية والحركة الإجتماعية عموما.
2. السعي إلى أوسع وحدة في النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية بين المواقع الجامعية وذلك عبر:
-
تنظيم دعم وتضامن مادي وميداني ونضالي مع معتقلي الحركة الطلابية ومع النضالات التي يخوضها معتقلو أوطم من داخل السجون بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. بما في ذلك اعتبار أيام تقديم المعتقلين أمام محاكم الرجعية أياما وطنية للتضامن والاحتجاج و تنظيم قوافل طلابية وطنية لحضور المحاكمات على الأقل في جلساتها المخصصة للمداولة.
-
التفاعل النضالي والايجابي مع كل المقترحات النضالية الجدية التي قد يطلقها أي موقع جامعي في مواجهة القمع أو أي معتقلين سياسيين.
3. السعي إلى أوسع وحدة في النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية مع باقي قوى النضال الرفيقة:تلاميذ،معطلين،شغيلة ومفقرين بالمدن والقرى. لاسيما دعم جميع المبادرات النضالية ضد القمع البوليسي والاعتقال (لجن المعتقل، لجن العائلات، لجن التضامن المحلية والوطنية، لجن شبيبية..) والسعي إلى أوسع تنسيق نضالي وميداني بينها ومعها.
4. وعلى الحركة الطلابية وفصائلها اليسارية المناضلة ألا تتردد في إعلاء راية التضامن النضالي والميداني مع النضالات العمالية والشعبية بل وان تكون المبادرة إلى ذلك وأن تعمل على فتح الجامعة من تحت في وجه مناضلي الحركة الاجتماعية في مواجهة الفتح من فوق الذي تسعى إليه الدولة البرجوازية. إن هذا«الفتح من تحت» هو احد المداخل الهامة لدمج النضال الطلابي والعمالي وتجسيد أواصر التضامن والنضال المشترك مع قوى النضال الرفيقة من حركة تلاميذية وجمعية معطلين و نقابات عمالية على أرضية المطالب المشتركة لاسيما الحريات النقابية والسياسية والدفاع على الحق في التعليم والشغل والتنظيم.
ضد الاحتراب والعنف الفصائلي .. دفاعا عن الديمقراطية
قبل الحديث عن العنف بين مكونات الحركة الطلابية ينبغي التأكيد على أن العنف الرئيسي الذي ينبغي مواجهته هو عنف الدولة ضد الحركة الطلابية و ضد مجمل الكادحين. فالدولة باعتبارها أداة للسيطرة الطبقية هي، في كل بلاد رأس المال ودائما، أداة قمع وعنف وإرهاب هدفه الحفاظ على الوضع القائم وضمان مواصلة مراكمة الرأسماليين للأرباح وكبح كل صبوات العمال والكادحين في التحرر. وتزداد حدة هذا القمع في بلد كالمغرب نظرا للطبيعة الديكتاتورية للنظام القائم. فالدولة المغربية في دفاعها عن مصالح الطبقات المالكة وصراعها ضد الكادحين تمارس عنفها بشكل دائم قد تختلف حدته حسب الظرفية السياسية. والجماهير الشعبية من جهتها ومن اجل تحسين شروط حياتها ترد بالنضال والاحتجاج والتمرد العنيف أحيانا. هذا الصراع بين من هم فوق ومن هم تحت يصل حدته في ظل وضع ثوري، حيث تتواجه الثورة والثورة المضادة وجها لوجه، وتنطرح على جدول أعمال الجماهير الثائرة مسالة التحرر الشامل في أبعاده الملموسة أي مسألة حسم السلطة السياسية عبر الانتفاضة المسلحة. وهذه الانتفاضة المسلحة التي يخوضها الشعب الثوري المسلح هي وَلاَّدَة المجتمع الجديد القادم وهي ما يسميه الماركسيون بالعنف الثوري.
غير أن الحركة الطلابية لا تعاني فقط من قمع الدولة المنظم اتجاهها بشقيه:القمع الخالص والاحتواء الايديولوجي. فقد عرفت بداية التسعينات نوعا آخر من العنف الممنهج نيابة عن الدولة قادته عصابات قوى الرجعية الدينية ضد اليسار الطلابي. ويشهد كل تاريخ الحركة الطلابية المغربية على أن العنف لم يكن أبدا وسيلة منهجية لتصفية الخلافات السياسية إلا مع غزو قوى الرجعية الدينية للجامعة بمباركة وحماية وتشجيع من النظام المغربي. وقد لعب القاعديون دورا كبيرا في مواجهة المد الرجعي بالساحة الجامعية من موقع الدفاع المشروع عن النفس وعن الإرث التاريخي الكفاحي والتقدمي للإتحاد الوطني لطلبة المغرب نتج عنها استشهاد المعطي بوملي وأيت الجيد بنعيسى والعديد من الجرحى والمعتقلين. ومع بروز الخلافات الداخلية وسط القاعديين وقع انزلاق تدريجي ثم منهجي نحو توجيه الأدوات القاطعة التي استعملت للدفاع المشروع عن النفس، لحل الخلافات الداخلية فيما بينهم ومع مكونات سياسية أخرى فيما بعد، نتج عنها هي الأخرى عشرات العاهات المستديمة بل وحتى اغتيال الحسناوي والساسيوي في صراع أحد مكونات القاعديين مع الحركة الثقافية الأمازيغية.
هكذا، فالعنف الذي مارسته قوى الرجعية الدينية عنف رجعي ممنهج وواع، ومنسجم مع مرجعيتها السياسية الرجعية القروسطية، بمباركة الدولة هدفه الأساسي تصفية اليسار باسم محاربة الإلحاد. بينما العنف الذي ساد منذ أواسط التسعينات والذي قادته بعض مكونات القاعديين يندرج في سياق التيه النظري والسياسي الذي لحق اليسار المغربي عامة نتيجة سقوط وانهيار المعسكر الشرقي. وفي ظل غياب برنامج ثوري و فهم متماسك لمتطلبات النضال الطلابي ولعلاقته بالنضال الاجتماعي العام أصبح العنف مقياسا للتجذر والإنتماء للمعسكر الثوري. و نتج عن انحسار التقاليد الديمقراطية في الحركة الطلابية بعد أزيد من عشر سنوات على المؤتمر 17 لأوطم، تبلور نزعة عصبوية متطرفة واستبدالية تحل الذات محل الجماهير وتقصي وترفض وتخشى أي تعدد سياسي. وعلى الدوام عجزت التيارات اليسارية التي تتبنى العنف آلية لحل الخلافات السياسية بين التيارات الطلابية عن الدفاع عن موقفها جهارا. إن تهربها من مسؤوليتها تعبير عن تبنيها لموقف لا يمكن الدفاع عنه سواء بالإرتكاز إلى تاريخ الحركة الطلابية الحافل بالدروس في تنظيم الصراع الفكري والبرنامجي وفق التقاليد الديمقراطية. ولا سند له إطلاقا في التراث الماركسي أو حتى تراث اليسار الثوري المغربي الذي لم يناد يوما ولم يسع الى مواجهة إصلاحيي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية أو تحريفيي التحرر والاشتراكية باستعمال الأدوات القاطعة بل بالسعي إلى كسب الجماهير للطريق الثوري.
إن العنف المنظم الذي يبادر به أي مكون طلابي ضد أي مكون أخر، آيا تكن مبرراته، هو عنف رجعي ووجه آخر مكمل لعنف الدولة، عن وعي أو غير وعي، وذلك بالنظر لنتائجه المدمرة وأهمها:
-
كبح ما تبقى من حريات سياسية ونقابية بالجامعة وحرمان الطلاب-ات والعديد من المكونات السياسية من الحق في العمل السياسي والنقابي بالجامعة. وبالتالي كبح النقاش السياسي الذي لا غنى عنه لتطوير الوعي السياسي للطلاب-ات.
-
تنفير الطلاب من النضال ووأد معاركهم الجنينية بدل دعمها والسعي لتقويتها وتوحيدها. وبالتالي مساعدة النظام في هجومه على التعليم الجامعي.
-
اعطاء النظام مُسَوِّغا لتجريم نضالات الطلاب وعسكرة الجامعات بمبرر ’’حفظ الأمن وحماية الطلاب من عصابات إجرامية’’.
نحو تدبير سليم للخلافات السياسية بين مكونات اليسار الطلابي
يقف اليسار المناضل بالساحة الجامعية أمام مهمة تاريخية و مركزية هي المساهمة في بناء منظمة النضال الطلابي أوطم ديمقراطية وكفاحية ومنخرطة في النضال العام ضد نظام الاستغلال والاستبداد. و هي مهمة تفترض أوثق تعاون نضالي وميداني على المستويين المحلي والوطني وكذا تنظيم الصراع الإيديولوجي والبرنامجي على أسس ديمقراطية سليمة. وما يتطلبه ذلك من ضرورة نبذ واضح وصريح ومسؤول للعنف والإحتراب الفصائلي اليساري وإدانة مرتكبيه بكل حزم وإعادة إحياء التقاليد العريقة لأوطم. واي موقف غير ذلك يعني المساهمة في تعميق أزمة الحركة الطلابية وإسداء خدمات مجانية للنظام في الحاق هزائم اخرى بها.
في العلاقة مع المكونات السياسية الأخرى
إن المهمة التاريخية المشار إليها أعلاه تقتضي من اليسار المناضل الإعلان الواضح والمسؤول عن عدم استعمال العنف ضد المكونات السياسية الاخرى الا دفاعا عن النفس. إن هكذا موقفا صريحا وواضحا هو الركيزة الأساسية لتنظيم دفاع مشترك كلما تعرض احد الفصائل اليسارية لأي شكل من اشكال العنف من قبل اي كان. إن معركتنا كيسار ثوري ضد قوى الرجعية الدينية هي معركة سياسية لا هوادة فيها، ولا تقتصر على الجامعة فقط وهدفها هو نزع الجماهير الطلابية بالجامعة والشعبية خارجها من التأثير الإيديولوجي والسياسي لهذه القوى، وكسب هذه الجماهير للنضال الثوري ضد نظام الاستغلال والاستبداد. وهو نفس الموقف الذي ينبغي اتخاذه إزاء كل القوى التي تسعى، بوعي او بغير وعي، الى ازاحة الصراع عن مجراه الحقيقي: الإصلاحية، الليبرالية، البيروقراطيات النقابية، الحركة الامازيغية بمكوناتها.
إن النضال من أجل الحريات السياسية و النقابية لا يستقيم الا بالنضال ضد كل مظاهر التسلح بالساحة الجامعية .فالادوات القاطعة ليست بأي حال الوسيلة المناسبة و الفعالة لمواجهة العسف البوليسي ، انها بالعكس وسيلته المساعدة . و قد أشرنا سابقا الى الدور المخرب الذي يلعبه الاحتراب الفصائلي في واد أية امكانية لبناء حركة جماهيرية جبارة قادرة على تعديل موازين القوى لصالح الحركة الطلابية في نضالها من أجل هذه الحريات و من أجل تعليم عمومي جيد و مجاني. و طالما استمرت الأسلحة البيضاء بالجامعة فستستعمل آجلا أو عاجلا ضد مكونات أخرى بل و أيضا لحسم حتى الخلافات الداخلية لمستعمليها كما دلت التجربة على ذلك سابقا. و كل من يعتقد أن أدواته القاطعة تكفيه لمواجهة بطش آلة القمع البورجوازية إنما يتهرب من الاضطلاع بالمهمة الصعبة المتمثلة في العمل المضني و الدؤوب لأجل إيقاظ المارد الطلابي بكل قوته و جبروته.
إننا واثقون أن سعي الفصائل الطلابية إلى الاجابة عن متطلبات النضال الطلابي وسيرورة تطور هذا النضال بالذات ستؤدي حتما إلى تجاوز إشكالية العنف الفصائلي الدخيلة على تراث أوطم وإعادة اختراع الديمقراطية من جديد. و نحن واثقون أيضا أن هذه الندوة، بغض النظر عن نتائجها العملية المباشرة و بصرف النظر عن الخلافات الحالية في وجهات النظر، هي خطوة تاريخية نوعية على درب تعميق النقاش حول سبل تقوية المقاومة الطلابية و توحيدها.
فليتواصل النقاش و لتتوسع دائرته..وليتواصل النضال
الطلبة الثوريون
23 مارس 2010