الأربعاء، 12 يناير 2011

أرضية الطلبة الثوريون في ندوة 23 مارس 2010 : نحو نضالات موحدة ضد الإعتقال السياسي...ضد العنف السياسي داخل الجامعة.



تقديـــــــــــــــم: عرفت الحركة الطلابية المغربية دينامية نضالية في السنوات الثلاث الأخيرة ردا على الهجوم الشرس للدولة المغربية على التعليم الجامعي (الإصلاح الجامعي و المخطط الإستعجالي)، وصلت هذه الدينامية أوجها في جامعات فاس وأكادير ومراكش وتازة وطنجة وامتدت إلى باقي الجامعات الاخرى (القنيطرة، وجدة، الراشيدية بل وحتى الجديدة والبيضاء والمحمدية) رافعة ملفات مطلبية مطالبة بوقف الهجوم على التعليم الجامعي (مطالب : بيداغوجية ، إدارية ، مادية و ديمقراطية...).
إنها دينامية نضالية واعدة بل وبعضها استثنائي بجماهيريتها وطول نفسها ومكتسباتها كما هو الشأن بالنسبة للنضالات الأخيرة بجامعة اكادير. لكن هذه النضالات تظل مع ذلك دون حجم الهجوم المنظم على مكتسبات الحركة الطلابية التي كلفت عقودا من النضال و التضحية. فلازالت هذه النضالات دفاعية وجنينية؛ فمعظمها ضعيف الجماهيرية وأغلبها يدور في حلقة مفرغة نظرا لكونها تتم على أرضية مطالب جزئية، ولم تستطع حتى اليوم تجاوز طابعها المحلي الضيق، ونظرا لاستمرار عزلتها عن النضالات الاجتماعية خارج الجامعة. وبالتالي فهذه الدينامية حتى الان ورغم الامال العظيمة والافاق الرحبة التي تفتحها لازالت، حتى اليوم، دون حجم الاستهداف الذي تتعرض له الجامعة المغربية وعاجزة عن تنظيم مقاومة طلابية وطنية تعدل موازين القوى لصالح الحركة الطلابية وتسمح لهذه الأخيرة بالاضطلاع بدورها في ساحة الصراع الاجتماعي بالمغرب.
هذا الوضع، مضافا اليه سيرورة الفرز السياسي الجارية في الساحة الجامعية، سمح بتبلور وعي متنام لدى أغلب المكونات اليسارية الطلابية بالساحة الجامعية بالمهام والمسؤولية النضالية والتاريخية الملقاة على عاتقها للرقي بالمقاومة الطلابية الحالية الى مستوى مجابهة جماهيرية ووطنية لمخططات الدولة في تدمير الجامعة العمومية. و قد تجسد هذا الوعي في العديد من المبادرات الصادرة عن مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب نجمل أهمها:
- رسالة 15 أبريل 2009للمعتقلين السياسيين لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي بفاس المنادية بضرورة تجاوز الصراعات الهامشية وخوض خطوات نضالية مشتركة.
-
تفاعل الطلبة الثوريون مع رسالة فاس من خلال ورقة 10ماي2009 المعنونة «تضامنا مع الرفاق المعتقلين بفاس: ليستمر النقاش الذي فتحته رسالة 15 ابريل».
-
في سابقة من نوعها، دعا رفاق النهج الديمقراطي القاعدي بفاس كل مناضلي اوطم بكل الجامعات للمشاركة بأيام المعتقل من 19 الى 22 ماي2009. وهو ما تفاعلت معه ايجابيا اغلب الفصائل الطلابية الحاضرة اليوم بالندوة. وحصل نفس الأمر في الأسبوع الموالي في ايام الشهيد التي نظمها رفاق النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش.
-
اصدار رفاق النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش لنشرة «ماي الأحمر» صيف 2009 يتضمن مواقفه من وحدة الحركة الطلابية. واصداره لبيان 16 شتنبر 2009 يتضمن مواقف جديدة بالنسبة له حول تدبير العلاقة بين المكونات اليسارية.
-
نداء الطلبة الثوريين للفصائل اليسارية في بداية الموسم الجامعي الحالي لتنظيم استقبال و تسجيل الطلبة الجدد و تعريفهم بمنظمتهم اوطم إعدادا للمعارك القادمة.
-
دعوة رفاق فاس للمواقع الطلابية باعداد تقارير حول الدخول المدرسي وهو ما استجاب له نهج مراكش وثوريو اكادير.
وعلى مستوى التضامن النضالي بين مختلف المواقع الجامعية:
- دعوة الطلبة الثوريين، في بيان صدر في 28فبارير2009 تضامنا مع معركة فاس، الى جعل ايام تقديم المناضلين الطلابيين للمحاكمة اياما للتضامن والاحتجاج وهي الدعوة ذاتها التي أيدها فيما بعد رفاق النهج بفاس.
-
تنظيم الطلبة الثوريين باكادير لأسبوع تضامني واحتجاجي مع كافة المعتقلين في مارس2009 تلاه اسبوع مشابه نظمه رفاق التوجه القاعدي بطنجة.
-
دعوة الطلبة الثوريين لمسيرة تضامنية مع معتقلي فاس وباقي المواقع الجامعية بجامعة ابن زهر بأكادير خلال ماي 2009.
-
تنظيم حملة تضامنية مع معتقلي تغجيجت و كافة المعتقلين السياسيين بجامعة ابن زهر بأكادير خلال العام الحالي.
-
الحضور النضالي للطلبة الثوريين ورفاق فاس ومراكش في القافلة التي نظمتها الهيئة الوطنية للدفاع عن المعتقلين السياسيين بمراكش في 20 دجنبر 2009.
هذا هو السياق السياسي والنضالي الذي جاءت فيه مبادرة أحد مناضلي أوطم بوجدة للدعوة لتنظيم ندوة حول "الاعتقال السياسي و العنف" استجابت لها خمسة فصائل طلابية وقررت بعد اجتماعين تحضيرين تنظيمها بمراكش يوم 23 مارس 2010 تحت شعار « الاعتقال السياسي والعنف في صفوف الحركة الطلابية و آفاق توحيد الفعل النضالي الطلابي». وهذا هو السياق الذي جعل انعقاد هذه الندوة ممكنا. وهي الندوة التي تهدف الى تعميق النقاش المسؤول والرفاقي بين الفصائل المناضلة حول موضوعين لا ريب في مركزيتها في السياق السياسي والنضالي الراهن؛ عنينا القمع السياسي، بصفته عقبة موضوعية بوجه تطور حركة طلابية جماهيرية، ومشكلة العنف في علاقات القوى السياسية العاملة في الجامعة بصفته عقبة ذاتية.
نحو نضال جماهيري و موحد من أجل الحريات النقابية والسياسية
يتزايد ارتهان الاقتصاد المغربي بالدواليب الامبريالية و اشتداد الهجوم اقتصاديا و اجتماعيا بخوصصة قطاعات هامة (الصحة، النقل، السكن، التعليم...) و تعميم الفقر و البطالة و الأمية و التهميش. و طبيعي ان يتزامن تزايد جشع الدولة البرجوازية التابعة وأرباب العمل لتمرير المزيد من الإصلاحات و المخططات المعادية لمصالح الكادحين مع الرفع من حدة القمع والتنكيل بالحركات الاحتجاجية. كما يتجه الوضع السياسي بالمغرب الى مزيد من تشديد النظام لقبضته الحديدية بعد نوع من التليين الذي كان ضروريا خلال فترة انتقال الحكم. وهو ما يترجمه سعي النظام الى إعداد ترسانة قانونية ملجمة للحريات (مشروعي قانون الإضراب والنقابات و قانون الصحافة...) و تنظيم حملات قمع و اعتقال و محاكمة مناضلي الحركة الاجتماعية عرفت مدها في الهجوم البربري والدموي على مدينة ايفني، والتنكيل بالمناضلين من اجل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وبالصحافة حتى البرجوازية منها وبكل قوة سياسية تريد ان تغرد خارج السرب الذي تقوده الاوتوقراطية.
والحركة الطلابية بدورها لم تسلم من الهجوم الذي يؤطره ما يسمى ميثاقا وطنيا للتربية والتكوين والهادف لضرب ما تبقى من الطابع الجماهيري والمجاني والمعرفي والعمومي للجامعة المغربية، وتوطيد أسس جامعة انتقائية نخبوية تحت قبضة رأس المال وخاضعة لمنطقه ومتطلباته. و بدورها عرفت المقاومة الطلابية على جنينيتها قمعا أهوج ممنهجا يعبر أساسا عن خشية النظام من ان تلعب النضالات الطلابية، متى تقوت وتوحدت وطنيا، دور مفجر بارود الاستياء الشعبي ومخصب لنضالات الشعب المغربي بمنظورات جذرية -لا سيما وان القوى المناضلة بالجامعة اليوم في إطار اوطم لا تنقصها هذه المنظورات-، وهو الدور الذي لعبته الحركة الطلابية تاريخيا في محطات عديدة منها انتفاضة 23مارس 1965 بالمغرب وماي 68 بفرنسا. ويزيد من سعار قمع النظام أن الحركة الطلابية تواجه آلة البطش البرجوازي محرومة من أي دعم أو تضامن فعلي ونضالي من قبل القوى السياسية أو الحركة النقابية بحكم أن قيادتها موالية أو متعاونة مع النظام أو لا موقع لها بالحركة الطلابية. هذا إذا استثنينا مجهودات الحركة الحقوقية ولجن التضامن المحلية والوطنية التي لا زالت في حاجة ماسة الى مزيد التطوير وإضفاء الطابع الميداني والجماهيري عليها. كما أن ضعف المقاومة الطلابية وضعف جماهيريتها وطابعها المحلي وغياب تقاليد التضامن النضالي الفعلي بين المواقع الجامعية يساهم في جعل موازين القوى في غير صالح الحركة الطلابية في مواجهة القمع.
كل هذا يجعل النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية(حرية تنظيم الانشطة النقابية والسياسية بالجامعة ورفع العسكرة وإطلاق سراح المعتقلين وقف المتابعات وتحسين ظروف الإعتقال...) أحد المحاور الرئيسية للنضال الطلابي اليوم. وهو نضال يندرج في إطار كفاح كادحي المغرب وكادحاته من أجل الظفر بالحرية السياسية. ولكي تنهض الحركة الطلابية بدورها كاملا في هذا النضال ينبغي:
1. تقوية وتوحيد المقاومة الطلابية والسعي إلى أوسع مشاركة ديمقراطية للطلاب-ات تصون حق الطلاب-ات في التقرير والتسيير بما يسمح بتعديل ميزان القوى لصالح الحركة الطلابية والحركة الإجتماعية عموما.
2. السعي إلى أوسع وحدة في النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية بين المواقع الجامعية وذلك عبر:
-
تنظيم دعم وتضامن مادي وميداني ونضالي مع معتقلي الحركة الطلابية ومع النضالات التي يخوضها معتقلو أوطم من داخل السجون بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. بما في ذلك اعتبار أيام تقديم المعتقلين أمام محاكم الرجعية أياما وطنية للتضامن والاحتجاج و تنظيم قوافل طلابية وطنية لحضور المحاكمات على الأقل في جلساتها المخصصة للمداولة.
-
التفاعل النضالي والايجابي مع كل المقترحات النضالية الجدية التي قد يطلقها أي موقع جامعي في مواجهة القمع أو أي معتقلين سياسيين.
3. السعي إلى أوسع وحدة في النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية مع باقي قوى النضال الرفيقة:تلاميذ،معطلين،شغيلة ومفقرين بالمدن والقرى. لاسيما دعم جميع المبادرات النضالية ضد القمع البوليسي والاعتقال (لجن المعتقل، لجن العائلات، لجن التضامن المحلية والوطنية، لجن شبيبية..) والسعي إلى أوسع تنسيق نضالي وميداني بينها ومعها.
4. وعلى الحركة الطلابية وفصائلها اليسارية المناضلة ألا تتردد في إعلاء راية التضامن النضالي والميداني مع النضالات العمالية والشعبية بل وان تكون المبادرة إلى ذلك وأن تعمل على فتح الجامعة من تحت في وجه مناضلي الحركة الاجتماعية في مواجهة الفتح من فوق الذي تسعى إليه الدولة البرجوازية. إن هذا«الفتح من تحت» هو احد المداخل الهامة لدمج النضال الطلابي والعمالي وتجسيد أواصر التضامن والنضال المشترك مع قوى النضال الرفيقة من حركة تلاميذية وجمعية معطلين و نقابات عمالية على أرضية المطالب المشتركة لاسيما الحريات النقابية والسياسية والدفاع على الحق في التعليم والشغل والتنظيم.
ضد الاحتراب والعنف الفصائلي .. دفاعا عن الديمقراطية
قبل الحديث عن العنف بين مكونات الحركة الطلابية ينبغي التأكيد على أن العنف الرئيسي الذي ينبغي مواجهته هو عنف الدولة ضد الحركة الطلابية و ضد مجمل الكادحين. فالدولة باعتبارها أداة للسيطرة الطبقية هي، في كل بلاد رأس المال ودائما، أداة قمع وعنف وإرهاب هدفه الحفاظ على الوضع القائم وضمان مواصلة مراكمة الرأسماليين للأرباح وكبح كل صبوات العمال والكادحين في التحرر. وتزداد حدة هذا القمع في بلد كالمغرب نظرا للطبيعة الديكتاتورية للنظام القائم. فالدولة المغربية في دفاعها عن مصالح الطبقات المالكة وصراعها ضد الكادحين تمارس عنفها بشكل دائم قد تختلف حدته حسب الظرفية السياسية. والجماهير الشعبية من جهتها ومن اجل تحسين شروط حياتها ترد بالنضال والاحتجاج والتمرد العنيف أحيانا. هذا الصراع بين من هم فوق ومن هم تحت يصل حدته في ظل وضع ثوري، حيث تتواجه الثورة والثورة المضادة وجها لوجه، وتنطرح على جدول أعمال الجماهير الثائرة مسالة التحرر الشامل في أبعاده الملموسة أي مسألة حسم السلطة السياسية عبر الانتفاضة المسلحة. وهذه الانتفاضة المسلحة التي يخوضها الشعب الثوري المسلح هي وَلاَّدَة المجتمع الجديد القادم وهي ما يسميه الماركسيون بالعنف الثوري.
غير أن الحركة الطلابية لا تعاني فقط من قمع الدولة المنظم اتجاهها بشقيه:القمع الخالص والاحتواء الايديولوجي. فقد عرفت بداية التسعينات نوعا آخر من العنف الممنهج نيابة عن الدولة قادته عصابات قوى الرجعية الدينية ضد اليسار الطلابي. ويشهد كل تاريخ الحركة الطلابية المغربية على أن العنف لم يكن أبدا وسيلة منهجية لتصفية الخلافات السياسية إلا مع غزو قوى الرجعية الدينية للجامعة بمباركة وحماية وتشجيع من النظام المغربي. وقد لعب القاعديون دورا كبيرا في مواجهة المد الرجعي بالساحة الجامعية من موقع الدفاع المشروع عن النفس وعن الإرث التاريخي الكفاحي والتقدمي للإتحاد الوطني لطلبة المغرب نتج عنها استشهاد المعطي بوملي وأيت الجيد بنعيسى والعديد من الجرحى والمعتقلين. ومع بروز الخلافات الداخلية وسط القاعديين وقع انزلاق تدريجي ثم منهجي نحو توجيه الأدوات القاطعة التي استعملت للدفاع المشروع عن النفس، لحل الخلافات الداخلية فيما بينهم ومع مكونات سياسية أخرى فيما بعد، نتج عنها هي الأخرى عشرات العاهات المستديمة بل وحتى اغتيال الحسناوي والساسيوي في صراع أحد مكونات القاعديين مع الحركة الثقافية الأمازيغية.
هكذا، فالعنف الذي مارسته قوى الرجعية الدينية عنف رجعي ممنهج وواع، ومنسجم مع مرجعيتها السياسية الرجعية القروسطية، بمباركة الدولة هدفه الأساسي تصفية اليسار باسم محاربة الإلحاد. بينما العنف الذي ساد منذ أواسط التسعينات والذي قادته بعض مكونات القاعديين يندرج في سياق التيه النظري والسياسي الذي لحق اليسار المغربي عامة نتيجة سقوط وانهيار المعسكر الشرقي. وفي ظل غياب برنامج ثوري و فهم متماسك لمتطلبات النضال الطلابي ولعلاقته بالنضال الاجتماعي العام أصبح العنف مقياسا للتجذر والإنتماء للمعسكر الثوري. و نتج عن انحسار التقاليد الديمقراطية في الحركة الطلابية بعد أزيد من عشر سنوات على المؤتمر 17 لأوطم، تبلور نزعة عصبوية متطرفة واستبدالية تحل الذات محل الجماهير وتقصي وترفض وتخشى أي تعدد سياسي. وعلى الدوام عجزت التيارات اليسارية التي تتبنى العنف آلية لحل الخلافات السياسية بين التيارات الطلابية عن الدفاع عن موقفها جهارا. إن تهربها من مسؤوليتها تعبير عن تبنيها لموقف لا يمكن الدفاع عنه سواء بالإرتكاز إلى تاريخ الحركة الطلابية الحافل بالدروس في تنظيم الصراع الفكري والبرنامجي وفق التقاليد الديمقراطية. ولا سند له إطلاقا في التراث الماركسي أو حتى تراث اليسار الثوري المغربي الذي لم يناد يوما ولم يسع الى مواجهة إصلاحيي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية أو تحريفيي التحرر والاشتراكية باستعمال الأدوات القاطعة بل بالسعي إلى كسب الجماهير للطريق الثوري.
إن العنف المنظم الذي يبادر به أي مكون طلابي ضد أي مكون أخر، آيا تكن مبرراته، هو عنف رجعي ووجه آخر مكمل لعنف الدولة، عن وعي أو غير وعي، وذلك بالنظر لنتائجه المدمرة وأهمها:
-
كبح ما تبقى من حريات سياسية ونقابية بالجامعة وحرمان الطلاب-ات والعديد من المكونات السياسية من الحق في العمل السياسي والنقابي بالجامعة. وبالتالي كبح النقاش السياسي الذي لا غنى عنه لتطوير الوعي السياسي للطلاب-ات.
-
تنفير الطلاب من النضال ووأد معاركهم الجنينية بدل دعمها والسعي لتقويتها وتوحيدها. وبالتالي مساعدة النظام في هجومه على التعليم الجامعي.
-
اعطاء النظام مُسَوِّغا لتجريم نضالات الطلاب وعسكرة الجامعات بمبرر ’’حفظ الأمن وحماية الطلاب من عصابات إجرامية’’.
نحو تدبير سليم للخلافات السياسية بين مكونات اليسار الطلابي
يقف اليسار المناضل بالساحة الجامعية أمام مهمة تاريخية و مركزية هي المساهمة في بناء منظمة النضال الطلابي أوطم ديمقراطية وكفاحية ومنخرطة في النضال العام ضد نظام الاستغلال والاستبداد. و هي مهمة تفترض أوثق تعاون نضالي وميداني على المستويين المحلي والوطني وكذا تنظيم الصراع الإيديولوجي والبرنامجي على أسس ديمقراطية سليمة. وما يتطلبه ذلك من ضرورة نبذ واضح وصريح ومسؤول للعنف والإحتراب الفصائلي اليساري وإدانة مرتكبيه بكل حزم وإعادة إحياء التقاليد العريقة لأوطم. واي موقف غير ذلك يعني المساهمة في تعميق أزمة الحركة الطلابية وإسداء خدمات مجانية للنظام في الحاق هزائم اخرى بها.
في العلاقة مع المكونات السياسية الأخرى
إن المهمة التاريخية المشار إليها أعلاه تقتضي من اليسار المناضل الإعلان الواضح والمسؤول عن عدم استعمال العنف ضد المكونات السياسية الاخرى الا دفاعا عن النفس. إن هكذا موقفا صريحا وواضحا هو الركيزة الأساسية لتنظيم دفاع مشترك كلما تعرض احد الفصائل اليسارية لأي شكل من اشكال العنف من قبل اي كان. إن معركتنا كيسار ثوري ضد قوى الرجعية الدينية هي معركة سياسية لا هوادة فيها، ولا تقتصر على الجامعة فقط وهدفها هو نزع الجماهير الطلابية بالجامعة والشعبية خارجها من التأثير الإيديولوجي والسياسي لهذه القوى، وكسب هذه الجماهير للنضال الثوري ضد نظام الاستغلال والاستبداد. وهو نفس الموقف الذي ينبغي اتخاذه إزاء كل القوى التي تسعى، بوعي او بغير وعي، الى ازاحة الصراع عن مجراه الحقيقي: الإصلاحية، الليبرالية، البيروقراطيات النقابية، الحركة الامازيغية بمكوناتها.
إن النضال من أجل الحريات السياسية و النقابية لا يستقيم الا بالنضال ضد كل مظاهر التسلح بالساحة الجامعية .فالادوات القاطعة ليست بأي حال الوسيلة المناسبة و الفعالة لمواجهة العسف البوليسي ، انها بالعكس وسيلته المساعدة . و قد أشرنا سابقا الى الدور المخرب الذي يلعبه الاحتراب الفصائلي في واد أية امكانية لبناء حركة جماهيرية جبارة قادرة على تعديل موازين القوى لصالح الحركة الطلابية في نضالها من أجل هذه الحريات و من أجل تعليم عمومي جيد و مجاني. و طالما استمرت الأسلحة البيضاء بالجامعة فستستعمل آجلا أو عاجلا ضد مكونات أخرى بل و أيضا لحسم حتى الخلافات الداخلية لمستعمليها كما دلت التجربة على ذلك سابقا. و كل من يعتقد أن أدواته القاطعة تكفيه لمواجهة بطش آلة القمع البورجوازية إنما يتهرب من الاضطلاع بالمهمة الصعبة المتمثلة في العمل المضني و الدؤوب لأجل إيقاظ المارد الطلابي بكل قوته و جبروته.
إننا واثقون أن سعي الفصائل الطلابية إلى الاجابة عن متطلبات النضال الطلابي وسيرورة تطور هذا النضال بالذات ستؤدي حتما إلى تجاوز إشكالية العنف الفصائلي الدخيلة على تراث أوطم وإعادة اختراع الديمقراطية من جديد. و نحن واثقون أيضا أن هذه الندوة، بغض النظر عن نتائجها العملية المباشرة و بصرف النظر عن الخلافات الحالية في وجهات النظر، هي خطوة تاريخية نوعية على درب تعميق النقاش حول سبل تقوية المقاومة الطلابية و توحيدها.
فليتواصل النقاش و لتتوسع دائرته..وليتواصل النضال
الطلبة الثوريون
23 مارس 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق